حينما تستهلّ الإمارات «عام الخمسين» ببدء التشغيل التجاري لأولى «محطات براكة للطاقة النووية السلمية» فإنها تدلّل بذلك على أنها جادّة في العمل لاستقبال 50 عاماً جديدة من التنمية والتنافسية وجودة الحياة، وطيّ 50 عاماً من إنجازات مثلت نقلة نوعية في جميع المجالات، وانعكست إيجاباً على كل القطاعات.
كثيرة هي دلالات «براكة»، لكن الدلالة الأبرز، من وجهة نظرنا، تتمثل في قدرتنا على الإنجاز، وتحويل الأحلام إلى حقائق، والطموحات إلى واقع، وإضافة الجديد إلى رصيدنا الحضاري بسواعد وعقول أبنائنا.
واليوم، وكما ودّعنا الأعوام الـ50 الماضية بدخول عصر الفضاء، نبدأ 50 عاماً أخرى بدخول عصر الطاقة النووية السلمية، لا شيء لدينا متروك للصدفة، ولا مستحيل أمام عزمنا، ذلك أن الدول الراسخة أمناً واستقراراً واقتصاداً مشغولة دوماً بالتنمية، وفي شغف مستمر بالمستقبل، ولا تعترف بالحظّ والأمنيات، ولا تطمئن إلا للإنجاز.
مع التشغيل التجاري لمحطات «براكة»، تكون لدينا صناعة متكاملة بذاتها، مدفوعة بطاقة منتظمة مستدامة وحديثة وميسورة التكلفة، تزيد سرعة عجلة النمو والتقدم، وتتطور في ظلها صناعات وتقنية متقدمة، توفر فرصاً وظيفية، وتعطي دفعة كبيرة للبيئة، ما يعني تعزيز تنافسيتنا وزيادة جاذبيتنا للمزيد من الاستثمارات الأجنبية للقطاع الصناعي.
ومع دخول أول ميجاوات من أول محطة نووية عربية في شبكة الكهرباء، ننتزع اعترافاً جديداً بنهضتنا الحضارية، ومستويات التطور في بلادنا، ونضوج مشروعنا الاقتصادي وقدرتنا على تصميم المستقبل.
أما الرسالة التي تقولها «براكة» للعالم، فمفادها أن «ورشة الإنجاز الإماراتية» ستظل محافظةً على قوّتها وزخمها، بكل ما تعنيه الثقة من معانٍ ودلالات وشواهد، وستصنع كل يوم إنجازاً نوعياً يدخل في صميم التنمية الشاملة، بما ينعكس خيراً ورخاء على المواطن والمقيم في أرضنا.
هنيئاً لقيادتنا وشعبنا وأمّتنا،.. وإلى إنجازات نوعية جديدة.