تتقاطر عربات العالم باتجاه الإمارات، سعياً وراء النهل من نهر لا ينضب معينه، ولا تسغب عينه.
في البر، والبحر، والجو، تنثال عبارات العالم كأنها النثات في لحظة حبول الغيمة، في وقت شروق الشمس، في زمن الإمارات لا ريب، هنا في هذه البقعة من دنيا الناس، المعارض تفتح أبواباً، والمهرجانات تشرع نوافذ، والوجوه تسنح للفرح بالمرور من دون تغضنات، ولا تجاعيد، ولا أخاديد، إنه الحب الذي نما، والذي اكتسى حلية من جواهر الطبيعة، وصار في الدنى وعياً إماراتياً بامتياز، لا يحاذيه وعي، ولا تساوره ظنون، إنها الحقيقة التي تمشت بكواعب الأمل، وخلاخيل التفاؤل، والطموحات التي لا يكسرها ظن، ولا يوهنها غبن، إنها القناديل التي ترسم صورة البهجة في نفوس توهجت بالقدرات الفائقة، وانتهجت طريق السالفين في النبش عن لآلئ الصحراء والبحث في بطن السماء عن كوكب يثير في الملأ معنى أن نكون شركاء في هذا العالم من أجل صياغة كون جديد، ومن أجل صناعة جدائل للنجوم كي تهطل على الأرض بسحابة من جزل، وبذل، وعدل، ونهل، وكي ترى الأجيال ما يَسُفُّه العقل الإماراتي من خوص الحصير، وما يسبكه من ذهب الماء الغدير، وما يحيكه من أهداب الحرير.
لون من ألوان الكفاح تبذله الإمارات، وتقدمه للعالم عبرة، وعظة، وتسير في الطريق، مبتهلة إلى الله بأن يحمي كل مجتهد، وكل باذل، وكل طموح، وكل من لديه بذرة الأمل لكي يستمر العالم في عطائه، وكي تبقى الإمارات فلكاً تدور في أرجائه كواكب، وتطوق مناحيه نجوم.
في معرض آيدكس، ونافدكس، تتألق بلادنا برونق إبداعي أبرزته هذه الجموع البشرية من قادة العالم الذين جاؤوا ملبين دعوة تقاسم المعرفة، والتشارك في بناء علاقة كونية تتجاوز حدود الدول والقومية والوطنية، لتمد أناملها الندية باتجاه وجود توحده المحبة، وتجمعه الثقة، وترسخ أركانه المحسنات البديعية لضمير إنساني أوتاده على أرض الإمارات، وسقفه السماء الواسعة.
في هذين المعرضين، شاهدنا كل ما يضفي على حياة البشر من نخوة، وكبرياء وسمات ترتفع هاماتها إلى السماء، وتغوص جذورها في أعماق الوجدان البشري.
هذه هي الإمارات، رايتها وجوه المخلصين، وقلعتها إرادة الناس الأوفياء، وفرضها وسنتها أن نكون جميعاً في الوعاء الواحد، وعاء المحبة، والصدق، والإخلاص، واليقين بأننا قادرون على كبح كل ما يسيء إلى البشرية، وكل ما يكدر صفوها، رغماً عن أنف الصغار والحاقدين، والمتربصين، أنه وعد النجباء، وعهد النبلاء.