عندما قال فارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله - مخاطباً هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي- بأنك لست سوى البداية وسترى الآلاف من بنات وأبناء الإمارات من بعدك، لم يكن يتحدث إلا من ثقة وإدراك واستشراف واستبشار بثمار نهج رشيد لقيادة رشيدة آمنت وبقوة ومنذ بواكير تأسيس الدولة بأهمية وقيمة الاستثمار في الإنسان أغلى ثروات هذا الوطن الغالي الذي سعد أمس الأول بإعلان سموه اختيار نورا المطروشي لتكون أول رائدة فضاء عربية وإماراتية وكذلك زميلها رائد الفضاء الإماراتي محمد الملا من بين أربعة آلاف متقدم لبرنامج رواد الفضاء الإماراتيين.
اختيار اثنين من بين هذه الآلاف من الشابات والشبان، وكلهم فخر واعتزاز بانتمائهم للإمارات وقد بلغوا من العلم والتأهيل ما بلغوا، يدل على قوة المنافسة ودقة المعايير وصرامة المتطلبات الخاصة بالبرنامج الذي يؤكد الحضور الإماراتي في القطاع الفضائي والإسهامات النوعية التي يحملها ونحن نستقبل عام الخمسين ومع دخول «مسبار الأمل» أول مسبار عربي مرحلة المهمة العلمية بعد نجاح إطلاقه ودخول مساره بكل دقة واقتدار على يد عقول وسواعد وكوادر إماراتية، هي نتاج الاستثمار الزاهي محل رهان قيادتنا الرشيدة، كما يؤكد عليه في كل مناسبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صانع الإنجاز وباني الأجيال، القائد الذي بشرنا باستقبال حقبة ما بعد النفط بفرح لأننا لدينا ثروة لا تنضب من الشباب من أصحاب العقول النيرة والكفاءات العالية.
استراتيجية الإمارات في قطاع الفضاء لا ترسخ حضورها ضمن «الدول الرائدة في استكشاف الفضاء»، وإنما تدعم كذلك خطط وبرامج اقتصاد المعرفة والابتكار التي تعدها الدولة ضمن روافع وروافد الاقتصاد الوطني واستدامة نموه وازدهاره، واستمرار بناء الكوادر الوطنية والأجيال المؤهلة بالمعرفة والخبرة.
الحضور الإماراتي في قطاع الفضاء، هو كما قصة بناء الإمارات تجربة ملهمة بحد ذاتها تختصر إرادة قيادة ورحلة وطن من « الصحراء للمريخ»، فنجحوا في «المريخ والتاريخ» بالوصول إلى الكوكب الأحمر وكتابة تاريخ الأمة من جديد وملحمة فخر ومجد يتجدد.
ستظل الإمارات «كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء»، جذورها راسخة ثابتة على الأرض، طموحها يعانق الجوزاء. حفظ الله الإمارات «دوم شامخ علمها» فوق هام السحب والشهب.