عندما تكون في مستوى الجبال، فإنك لن تنحني للريح، وعندما تكون في الوجود فرداً، فإنك لن تقع في الطريق فريسة للقطيع.
اليوم ونحن نمر بأقسى جائحة مرت على العالم في التاريخ، ولكن في غضون الجائحة أثبتت الإمارات أنها تبرز أكثر في المواقف الصعبة، ويلمع بريقها في الليالي المظلمة، ويسود أريجها عندما تصبح الغابة بلا أزهار، ولأن الإمارات حكومة وشعباً تسير كتفاً بكتف، ورأساً برأس، وقلباً بقلب، فإن الرياح التي تمر من حولنا تجد صعوبة في اختراق الصفوف، لأنها صفوف تراصت، وتكاتفت، وتضامنت، وانسجمت، وتلاحمت، وتواصلت إلى حد الذوبان في قالب الوطن، والاندماج في شأنه، وفنه، وتناغم الموجات بحيث أصبحت لحناً وجودياً، غائراً في لحمة الوجود، وهذا الحضور البهي لهو عنوان وطن ما أحب شيئاً أكثر من التعاضد في صناعة الفرح، والمساندة في إنتاج الظفر في مختلف الميادين، والصعد.
هذه الملاءة هي التي غطت السلوك الإنساني والوطني في بلادنا، وهي التي تميز الإمارات دوماً في مواجهة المصاعب، والظروف المعقدة، ولا يمكن لأي ظاهرة كونية أن تكون عقبة في وجه أي مجتمع طالما هناك جدار سميك يحمي المنجز، ويوفر له حضانة دافئة، وجديرة بحفظ أمنه وسلامه ووضعه دائماً في أعلى السلم، وتمنع عنه زئير الرياح، وخشخشة الضواري بين ضلوع المواقف المباغتة.
الإمارات اليوم تقف عقبة كأداء في وجه المعضلات، وتحولها إلى جداول عطاء تتسرب بين شرايين عشاق الحياة.
الإمارات مستمرة في تدوير الظروف بحيث تصبح مجالاً حياً للتعاطي مع الحياة من دون عصاب قهري، ولا اكتئاب ولا  نقائص توقف حركة الذهن، وتشل نبضات القلب.
الإمارات ماضية في صناعة الأمل، بروح الذين يحدبون في الصحراء كي يمسدوا أغصان شجرة الغاف النبيلة، وتلك النخلة الوفية، الإمارات خرجت من الصحراء ليس لتهجرها، وإنما لكي تعود إليها بأنهار من الإبداع وجداول من العطاء بمهارات، مذهلة، ويراع مدهش.
الإمارات تعد السير بأناقة الأنقياء ولباقة البلغاء، وأبجدية النابغين في عرس العالم وهو يتعدى الخطوط الحمر لأفظع جائحة، وتثب كأنها الجواد فوق حواجز الألم، لتستدعي العافية، بكل قوة وجسارة.