يحل علينا شهر رمضان المبارك، شهر الجود والكرم والإحسان،وللمرة الثانية ونحن نعيش مع العالم  في ظل جائحة كورونا، ورغم  التداعيات التي سببتها، تستقبل الإمارات الشهر الكريم بطريقتها الخاصة في تحويل التحديات إلى فرص تحمل الخير والسعادة للملايين من البشر من حولنا، بإعلان  فارس المبادرات والتميز إطلاق حملة «100 مليون وجبة»، التي تعد الأكبر في المنطقة لإطعام الطعام في 20 دولة، انطلاقاً من رؤية إماراتية للعمل الخيري لخصها سموه بقوله «يوجد 52 مليون شخص مهدد بالجوع على بعد 4 ساعات منا فقط، ومن يدير ظهره لهذه الأرقام لا يستحق شرف الانتماء للإنسانية». 
عبارة تلخص رؤية جعلت من الإمارات منارة للخير ومساعدة الآخرين دونما تمييز للون أو عرق أو معتقد، وهو المنطلق الذي  وضعه   في صدارة وريادة  العمل الخيري، فهي دولة «بُنيت على الخير وسر ازدهارها هو حبها للخير لجميع الشعوب»، وجعل منها الدولة الأكثر تقديماً للمساعدات الخارجية بحسب المؤشرات الدولية ولسنوات عدة متتالية،  كما أراد  لها  أن تكون  دائماً المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عوناً وسنداً للشقيق والصديق.
ونحن نستقبل الشهر الكريم، نلتف بقوة حول الحملة الطيبة المباركة، وهي تفتح أمامنا باباً من أبواب فعل وتقديم الخير، نسهم بمشاركاتنا لإنجاحها لتدخل الفرح والسرور على قلوب المحتاجين أينما كانوا.
نستقبل الشهر الكريم ونحن أكثر حرصاً على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي أقرتها الجهات المعنية حرصاً على سلامتنا وسلامة «بركة الدار»، فالعادات والتقاليد  الرمضانية التي درجنا عليها يجب ألاّ تنسينا الالتزام بتلك التدابير، خاصة مع وجود أشخاص يعتقدون  أنهم بتلقيهم جرعتي اللقاح المضاد لـ«كوفيد-19» قد أدوا ما عليهم، ويتراخون في تطبيق الاحتياطات المطلوبة بصورة تؤثر في الجهد العظيم المبذول لحماية المجتمع ومن فيه من المرض وتداعيات الجائحة التي ما زالت تفتك بمجتمعات غير بعيدة عنا، وكذلك في العديد من الدول الكبرى بعد أن انهار النظام الصحي جراء ضغوط ارتفاع الإصابات فيها وغياب التعامل الرشيد معها.
كما لا يفوتنا الإشادة بالجهد الكبير الذي تقوم به البلديات والدوائر الاقتصادية في مختلف  مدن وإمارات الدولة لضمان استقرار الأسواق وتوافر المواد الغذائية  وفق كافة الاشتراطات الصحية المطلوبة.
ومبارك عليكم الشهر،  ونسأل  الله التوفيق  في صيامه وقيامه وتقبل منكم الطاعات، وكل عام وبلاد زايد الخير في خير.