للمرة الأولى منذ انطلاقها عام 1963، تقام كأس العرب لكرة القدم بمشاركة 23 منتخباً، بواقع 12 من آسيا، و11 من أفريقيا.. والبطولة هذه المرة برعاية الاتحاد الدولى «الفيفا»، والاتحاد العربي، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، المسؤولة عن تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في قطر، وتعد كأس العرب التي تقام خلال ديسمبر هذا العام بمثابة تجربة حية للمونديال.
أبناء جيلي عاشوا بدايات حياتهم حلم اللقاءات العربية العربية، وكيف يمكن أن توطد العلاقات بين الرياضيين وبين اللاعبين وبين أبناء المنطقة.. وقد شرفت بحضور عشرات المنافسات الرياضية العربية، من بطولات ألعاب القوى واختراق الضاحية إلى كأس العرب لكرة القدم، وكأس الخليج أيضاً، وهي مناسبات كانت تخيم عليها أجواء احتفالية، على الرغم من شدة المنافسة.
كأس العرب انطلقت للمرة الأولى في لبنان عام 1963، بمشاركة 5 منتخبات، ولم تكن منتظمة، كما توقفت لمدة 16 عاماً، ثم عادت واستمرت في مواعيدها غير المنتظمة، حتى البطولة التاسعة التي أقيمت في السعودية عام 2012 بمشاركة 11 منتخباً، وكنت حضرت بطولة عام 1992 في سوريا التي أقيمت ضمن دورة الألعاب العربية، وكانت المباراة النهائية بين منتخبي مصر والسعودية، وانتهت بفوز الفريق المصري بتألق النجم حسام حسن، وكان يقود الفريق مديراً فنياً الكابتن محمود الجوهري رحمه الله.
هذه المرة نحن أمام بطولة كبيرة، تشارك فيها كل منتخبات المنطقة العربية، وهو زخم كروي عربي غير مسبوق.. وأتمنى أن يتكرر اللقاء، وتتكرر البطولة بهذه المشاركات العربية الكبيرة، من دون الحاجة إلى «الفيفا»، وأن تصبح مهرجاناً للصداقة والتنافس الجميل.. خاصة أن ندرة اللقاءات العربية تفرز حساسيات غير مبررة، بينما تعدد اللقاءات يغرز في نفوس اللاعبين والمتابعين فكرة أن من لا يتفوق اليوم سوف يوفق غداً، فالفرص قريبة ومتاحة ومتكررة، ولن تكون تاريخاً في كتاب الرياضة العربية.
مراسم القرعة تجرى في دار الأوبرا بالحي الثقافي «كتارا»، وهناك عشرة منتخبات ستتأهل مباشرة إلى دور المجموعات، وفقاً لتصنيف «الفيفا» الصادر في 7 أبريل الجاري هي: تونس، والجزائر، والمغرب، ومصر، والإمارات، وقطر، والسعودية، والعراق، وسوريا، وعُمان.. والمشاهد العربي سوف يحظى بمتابعة كل المنتخبات في المنطقة العربية، فبجانب الفرق المصنفة والتي ربما يعرفها جيداً، هناك الكويت، والأردن، ولبنان، وفلسطين، وسوريا، واليمن، والبحرين، وليبيا، والصومال، والسودان، وجزر القمر، وجيبوتي، وموريتانيا، وجنوب السودان.
** منذ عقود تعود إلى القرن العشرين تعود إلى حياتنا صيحة أمجاد يا عرب أمجاد، وأطلقها اليوم كما أطلقتها منذ عرفت قيم الرياضة وأهدافها.