صدمت الجماهير في قارة آسيا، وتحديداً في غربها، من صد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كل الأبواب أمام القنوات التلفزيونية الراغبة في نقل مباريات دوري أبطال آسيا، بشروط تعجيزية عجزت عنها القنوات التلفزيونية التي اعتادت نقل البطولات الكروية بمبالغ معقولة، مثل غيرها من البطولات في القارات المختلفة، وكأن الاتحاد الآسيوي يسعى لتعويض خسائره جراء جائحة «كورونا» التي ضربت القطاع الرياضي، شأنها شأن القطاعات الأخرى، وعليهم التعايش معها أوالتغلب عليها، وتحديداً القنوات التلفزيونية التي تجاوبت مع متطلبات المرحلة بطرق حافظت على العلاقة بين مشاهديها ومتابعيها على المستويين المحلي والخارجي، والشواهد على ذلك كثيرة وواضحة للجميع، خاصة في الدوريات المحلية التي كان يوماً نقلها حصرياً لقنوات محددة، ولنا في الإمارات مثال يجب أن يحتذى به في فتح النقل أمام كل قنواتنا التلفزيونية، لنقل جميع المباريات، بعد أن كانت محصورة على القنوات الراعية، وهناك دول أخرى حذت حذو الإمارات في ذلك، وحقوق الرعاة الذين كان لهم الحق الحصري في ذلك.
إلا أن الاتحاد الآسيوي خالف الجميع، وعمل على رفع حقوق النقل على القنوات، وكأنه يريد تعويض خسائره من الإيرادات المالية في المجالات الأخرى، أو أنه يسعى لمقارعة «الفيفا»، في إيرادات حقوق الرعاية، ظناً منه بأنه سيحصل على رعاة وناقلين لبطولاته، كما يخطط لها لجانه العاملة في هذا المجال، متجاهلة مكونات عناصر اللعبة، ودور كل منها في تحقيق معادلة المتعة في المنظومة الكروية؛ اللاعب والمنشآت والنقل التلفزيوني، الذي هو الجانب الأهم في التفاعل الجماهيري، بعد غيابه عن المدرجات، وتعويضه بالمتابعة التلفزيونية التي تعد الرقم الصعب في تحقيق المتعة والإثارة والسند الدائم لكل البطولات المحلية والقارية والدولية.
نحن في الإمارات من أكثر المتضررين من منع النقل التلفزيوني للبطولة، فلدينا ثلاثة فرق مشاركة في البطولة، هي الشارقة وشباب الأهلي والوحدة، والتي اقتربت من ختام دور المجموعات، وما زلنا نعاني من حل هذه المعضلة التي تواجه بطولة بهذا المستوى، وما الهدف من حرمان جماهير غرب القارة من متابعة فرقها في البطولة، وكيف لقارة مترامية الأطراف، وفي زمن الجائحة حرمانها من متابعة فرقها، إلا إذا كان الاتحاد الآسيوي يرى أن المتابعة الجماهيرية تضر باللعبة، إذا تلفظ مشاهد بصرخة حول مجريات اللقاء، قد تغضب لجنة التسويق في الاتحاد.