الصيف قادم، وعطب الأجهزة الكهربائية أمر وارد، نتيجة للضغط على الكابلات، سواء الداخلية أو الرئيسة، ولذلك فإن لجوءنا إلى مهندسي الإصلاحات أمر لا بد منه، لذلك فإن نسيان الوحش الذي يتربص بنا عند الأبواب، وفي كل ثقب من ثقوب منازلنا، قد يؤدي إلى أعطال أشد فتكاً ليس في الأجهزة الكهربائية، وإنما في أجهزتنا الجسدية، فبعض الأخوة المهندسين، وذوي السواعد السمر، لديهم الأمور طيبة في كل الأحوال والظروف، ولا يبالون لا بـ«كورونا»، ولا بغيره، فالكمامة الزرقاء تسبب لهم حساسية نفسية، ولا يستطيعون العمل بوجودها على أنوفهم، الأمر الذي يجعلهم يصطنعون الأعذار الواهية للتخلص من عبء الكمامة، وعندما يتم تنبيههم، يتوارون خلف ابتسامات ساذجة، فيميلون ميلة مؤذية لمشاعر غيرهم، ويتناولون كمامة يبدو عليها أنها استخدمت على مدار فترة الجائحة، ولم يتم الاستغناء عنها، أو منحها إجازة عرضية، لأن هؤلاء الأشخاص، هم مبدئياً غير مقتنعين بهذه الإجراءات، ولو اقتنعوا بقيمتها الصحية فهم على غير استعداد لدفع حتى درهم واحد لشراء الكمامة، وبهذه المشاعر الفوضوية، ينبغي على أصحاب البيوت، والذين يجلبون هؤلاء لحاجة اضطرارية أن يقوموا بدفع الضرر عن أنفسهم، وعن عوائلهم، بفرض نظام صارم، وحازم، وقوي لا يقبل المراوغة، والتهرب، والأعذار غير المبررة. على الأسر أن تكون بالمرصاد لكل من ينوي حمل الأدران وكبها في منازل الناس الآمنين، لأن هذه صحة أبدان ولا مجال للتلاعب بها، ولا مجال لوضعها قيد التخمين، أو التضمين، فهذا الشخص الذي سيدخل بيتنا، جاء ليقوم بمهمة، في مقابل أجر سيتقاضاه بعد إتمام مهمته، ولذلك عليه الالتزام بالشروط التي تفرضها الظروف الصحية، وإذا لم يلتزم فمن حق صاحب المنزل الامتناع عن استقباله، كما ويحق له التبليغ عنه، لدى الجهات المختصة، لتتخذ ضده الإجراءات العقابية المناسبة، ولو حرص كل منا على سلك هذا الطريق فإن المجتمع سوف ينتصر على الوباء في أقرب وقت، وبأقل التكاليف، والجهود.
الحديث عن حب الوطن يتطلب منا الغوص في المعنى، والتدبر في المغزى، والنأي بالفعل عن استحضار المحسنات البديعية من دون الإصرار على تنفيذ كل ما يؤكد حبنا للوطن، وكل ما يعمق علاقتنا بالذين يرخصون أرواحهم لأجل إنقاذ الآخرين.