هل نعي ما تسرده الجهات الصحية، ونبتعد عن الخطر، ونرفع عن أنفسنا الضيم وندفع عن أهلنا الضنك؟.
جهات عالمية ومحلية تحذر، وتنذر من خطر التساهل، والابتذال، والتجاهل، والعناد، لأن مثل هذه السلوكيات قد تقود إلى الهلاك، وتجعل الحياة مُرة إن لم تكن طريقاً للفناء.
في العيد هناك لهفة، وهناك فرحة، وهناك شغف للوصول إلى من نحب، وهذه عادة إنسانية منذ الأزل، وتتميز الإمارات بهذا التقليد في أعيادها الدينية بأن مجالس الألفة، والدفء مفتوحة، وهذه خصلة محببة، ولكن ولأن الظرف العصيب الذي يمر به العالم أجمع، يفرض على الجميع تحاشي خطر الاختلاط، وتفادي مأزق فتح مجالس العيد على مصاريعها، لأن مثل هذا التصرف مفاده ضياع الآمال في التخلص من الوباء، والانتصار على جائحته الأليمة، والعودة إلى مسار الحياة الطبيعي، وكل ما تجتهد من أجله مؤسساتنا الصحية هو البحث عن الطريق الأسلم المؤدي إلى العافية وصحة الناس.
فقد بذلت الدولة الملايين من أجل توفير كل ما يمتع الناس بالحياة السعيدة وكل ما يتيح لهم العيش برغد، ورفاهية، ، فنحن مجتمع السعادة، ولكن كل هذه الجهود ستبوء بالفشل إذا ما استمر العبثيون في استهتارهم، واستسلامهم لرغبات طائشة لا جدوى منها غير المزيد من الإصابات، والمزيد من نزيف الهدر المالي لمكافحة المرض.
لن تتمكن الدول من الخروج من هاوية «كورونا» إلا إذا تعاون الجميع، وتعاضدوا، ووقفوا بوعي وحنكة، وفطنة لمقاومة هذا الداء الوبال، وكسر أنيابه بالاستجابة للصيحات الإعلامية التي تطلقها المؤسسة الصحية، والتي تنبه فيها الناس، بأن يأخذوا كافة الاحتياطات للوقاية من العدوى، والحماية من شرور أعظم الأوبئة فتكاً، شراسة.
نستطيع أن نستمتع بالعيد، ونستطيع أن نتواصل مع أحبتنا، وهناك وسائل وتقنيات حديثة سهلت على الناس ويسرت طرقهم إلى تحقيق الأمنيات، فلا داعي إلى اتخاذ أصعب الطرق، وأخطرها، والمسألة مسألة صبر، وروية، وتريث، وتأن، وهذه الجائحة لو صبرنا عليها، والتزمنا فسوف تغرب، وتزول كما زالت غيرها من الآفات، والجوائح.
نحتاج فقط إلى نفوس لا تضيق ذرعاً من الاحترازات، ولا تغلق أبواب الأمل، ولا تسد طريق التفاؤل إلى حياتنا.
نحتاج إلى عقول لا تحجم عن الفرح، ولا تفرط في التجاهل.
نحتاج إلى قلوب تحب الحياة من دون قصقصة أجنحة الواقع، وتمزيق أشرعته، وإغراق سفنه في محيطات الكلف، والتلف، والخسف والنسف، والعسف والكسف.
الله يحمي وطننا من كل ما يسغب، ومن كل ما ينكب، ومن كل ما يشخب، ومن كل ما يجلب الهم والأذى.