بات «المهندس» مهدي علي «ماركة مسجلة» في الكرة الإماراتية، لاعباً ومدرباً، فمن ينسى موسم 1994، عندما كان الفريق العيناوي المرشح الأول للفوز بلقب الدوري، وكان يكفيه الفوز على الأهلي بملعبه، ليتوج بطلاً للمسابقة، بغض النظر عن نتيجة منافسه الشرقاوي في نفس اليوم مع الوحدة، وجاءت الرياح بما لا تشتهي الكتيبة العيناوية، عندما سجل مهدي علي هدف الفوز الأهلاوي، بينما فاز الشارقة على الوحدة، لتحال أوراق اللقب إلى مباراة فاصلة، ما بين العين والشارقة، والتي كسبها الشارقة بهدف إسماعيل محمد.
وظل العيناوية لسنوات طويلة يتذكرون هدف مهدي علي الذي حرمهم من لقب كان أقرب إليهم من «حبل الوريد».
وعندما انخرط مهدي علي في ميدان التدريب، وجد كل الظروف مهيأة، لأن يدخل تاريخ الكرة الإماراتية من أوسع أبوابه، عندما تم تكليفه بقيادة منتخب الشباب، خلفاً للتونسي خالد بن يحيى، قبل أيام من نهائيات كأس آسيا للشباب بالدمام، وفاجأ «الأبيض الشاب» الجميع، وهزم كل منافسيه، إلى أن تقابل مع أوزبكستان في النهائي، ليكسب اللقب بكل جدارة واستحقاق.
ونال مهدي ثقة المسؤولين باتحاد الكرة، وتم تعيينه مدرباً للمنتخب الأول، فحقق نتائج رائعة، من بينها الفوز بلقب كأس الخليج بالبحرين، والفوز بالمركز الثالث في نهائيات كأس أمم آسيا بأستراليا، عندما حصد النجم علي مبخوت لقب هدّاف البطولة، كما سجل أسرع هدف في تاريخ كأس أمم آسيا، وذلك في مرمى البحرين، وقبل ذلك قاد مهدي المنتخب الأولمبي لدورة الألعاب الأولمبية في «لندن 2012».
وبعد فترة من الابتعاد عاد مهدي ليواصل مشوار التألق مجدداً بتوليه تدريب شباب الأهلي، ليعيد الفريق إلى الواجهة مرة أخرى، والدليل فوزه بثلاثية السوبر وكأس الخليج العربي وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكان الفريق رقماً هامشياً في الدور الأول للدوري، حيث جمع 14 نقطة فقط، واحتل المركز السابع في أسوأ بداية للفريق بالمسابقة، وبعد أن تولى مهدي المهمة في ديسمبر الماضي، نجح في تصحيح أوضاع الفريق، وجمع 36 نقطة، نال بها المركز الثالث خلف الجزيرة وبني ياس، كما ضمن مقعداً في دور المجموعات الآسيوي.
وبمزيد من الاستقرار سيكون لشباب الأهلي شأن كبير في الموسم المقبل محلياً وآسيوياً.
×××
في عالم كرة القدم لابد أن تكون هنالك «كيميا خاصة» بين المدرب ولاعبيه، حتى يتحقق النجاح المنشود، واسألوا مهدي عن سر تلك الخلطة السحرية.