تسعى هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، لوضع النخلة في موضع الرمش من العين، كون النخلة هي في التاريخ المظلة، والظل، والخل الوفي.
مكافحة حشرة الحميرة، وهي العدو اللدود لجذع نخلة الزمان، والمكان، وهي استراتيجية للأمن الغذائي الحيوي في دولة الإمارات.
نحن والنخلة صنو حياة قامت على أغنيات قطف اللآلئ الصفراء والحمراء من عناقيد تدلت ودللت، وجللت، وكللت أحلام الناس الخيرين، بترف العطاء، وشرف الزهد والنقاء، واليوم عندما تبذل «الزراعة والسلامة الغذائية» جهدها المشكور لحماية رفيقة الدرب، إنما هي تعمل بوفاء وسخاء، لأجل من ألهمت «البيدار» أغنيات الصيف، وأناشيد الطير عند أغصان ترقت الفضاء لتعانق عنان السماء، وتستمطر الغيمة كي تبلل ريق العشاق، وتثري أرواحهم بأشواق أحداق لا تخفي دفنها، ولا تخبئ لوعتها وهي تطالع سعفات أشبه بخصلات الغيد الحسان، وهن يدلفن مرابع الحلم، وهن ينسجن لحن الخلود عند نواصي الزمن الجميل.
اليوم ونحن نطالع هذا المسعى النبيل لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية نشعر بلهف لا يسبغه كلف، إلى تلك الأم الرؤوم وهي تسدل حريرها على تراب الوطن الحبيب، محيية الأيدي التي تلامس جذعها، وتضع البلاسم بين وشائجها، لتمنحها العافية، وتملأها بحبور اللقاءات الشافية.
مسعى مبارك وبذل تدركه القلوب، كما تشعره العقول، فتصفق الأرواح محيية هذا العطاء، وهذه النخوة الإماراتية الاستثنائية، وهذه الهبة الوفية، وهذا الوعي النقي المفعم صدقاً، وإخلاصاً، ووفاءً، وتصميماً على جعل الإمارات دوماً أرض ميلاد الحب، وتربة تترعرع على حبات طينها زهيرات الجمال، ونجود ترفرف على خواصرها أجنحة الفرح، وسماء صافية تتلألأ في قيعانها نجوم الوعي والذي لا تنطفئ مصابيحه، ولا تخبئ القلوب ولعها بكل ما حكته النخلة «للبيدار» وهو يتشبث بحذعها، كما تفعل الفراشات وهي تلامس وريقات الزهر.
ما تبذله هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغدائية، إنما هو عادة الجداول وهي تروي الجذور، وتشفي غليل الأعشاب، وتمنح الحياة للجاثيات على رمل وطين، الناهلات من حب السنين، المنشدات لحن الأيام، وأناشيد الحنين، المبهرات في التطلع، والسموق، المذهلات في التنامي في حنايا العاشقين.
شكراً لهيئة أبوظبي للسلامة الغذائية، شكراً لكل من أحب، النخلة وعشق ترابها، وعطر عناقيدها، ولميع قلاداتها.