من وسيلة للنقل الخفيف للترفيه وقضاء وقت ممتع في الحدائق والمتنزهات، تحولت الدراجة الكهربائية أو«السكوتر» على يد البعض إلى أداة مزعجة، بل ومؤذية تتسبب في حوادث تنجم عنها إصابات بالغة إن لم تكن قاتلة بعد انتشار استخدامها على نطاق واسع.
 أصبح استعمالها من قبل الصبية والمراهقين في الأحياء السكنية ملحوظاً، وسيكون أكثر انتشاراً مع حلول عطلة المدارس الطويلة، ولكن إزعاج هؤلاء لا يقارن مع المخاطر التي يمثلها سوء استخدام هذه الوسائل من قبل بعض الجنسيات الآسيوية والتي يهددون معها ليس سائقي المركبات الأخرى وإنما المشاة في الممرات الخاصة بعبورهم، ولا يكتفون بتلك المعابر، بل وينطلقون كالسهام حتى داخل أنفاق المشاة من أجل اختصار مسافة العبور بين شارعين.
 شرطة أبوظبي حذرت مؤخراً من «استخدام الدراجات الكهربائية (السكوتر) في الطرق العامة، دون ارتداء وسائل الحماية والسلامة اللازمة، ما يشكل خطورة بالغة، قد تؤدي إلى وقوع الحوادث الخطرة». ولكن ما نراه في شوارع العاصمة وبالذات الرئيسية منها ليس عدم ارتداء وسائل الحماية المطلوبة وبالذات الخوذة، وإنما تجاوز لكل قواعد السلامة المطلوبة، وحتى في الأماكن المخصصة لهواة ممارسة رياضة المشي في المتنزهات ترى هؤلاء وقد اقتحموا واستخدموه بطريقة غير مسؤولة.
 كل ما نخشاه مع تفاقم الوضع أن تضطر الشرطة إلى إطلاق نداءات وتحذيرات تدعو لأخذ الحيطة والحذر وارتداء وسائل الحماية الشخصية لتفادي أي تصادم محتمل مع سائق «سكوتر» غير ملتزم!!.
وكانت الشرطة في تحذيراتها قد «دعت الآباء إلى تحمل مسؤوليتهم في مراقبة الأبناء أثناء استخدام السكوتر»، موضحة أن «استخدامه يكون في الأماكن الآمنة المخصصة له، وبعيداً عن الطرق العامة، مع الحرص على الالتزام بارتداء معدات الحماية الشخصية، مثل خوذة الرأس، وواقي الركبتين والمرفقين».
 وقالت «إن (السكوتر) قد تكون خطرة عند انتهاء بطارية الجهاز؛ لأنها تتوقف فجأة ويفقد معها المستخدم توازنه، كما وإن الحركات الاستعراضية المفاجئة تؤدي إلى الحوادث والكدمات»، ولكن المسألة لم تعد قاصرة على الأطفال والمراهقين، نحن نتحدث عن بالغين وكبار من تلك العمالة التي اتخذت من هذه الدراجات وبالذات الكهربائية منها، وسيلة اقتصادية موفرة للتنقل في المحيط القريب منها.
الشرطة، وكذلك البلديات مدعوة لمعالجة الوضع بطريقة تُعيد الأمور لنصابها الصحيح بدلاً من تركها لتتفاقم وسط مشاهد غير حضارية تنال من جهودها الملموسة لتعزيز سلامة مستخدمي الطريق.