منذ فجر تأسيسها دأبت الإمارات على دعم الإنسان، وتشذيب الأشجان، وتهذيب الوجدان، من أجل استمرار الإنسان في الحياة، شجرة وارفة، عملاقة لا تحني غصناً ولا تثني ركناً، بل ليظل على الإنسان دائماً في أعلى القمم، طائراً بشيمة العياء، وقيمة النجباء، تمر جوائح، فنعبرها بسلام، وتحيق ملمات، فنتفاداها بشجاعة، وتزأر عواصف فنتلاشاها بصرامة، وتنعق كواسر، فنتجنبها بتصميم، وتحدث كبوات، في العالم، فنجد أنفسنا فوق تلال الوعي نتجاوز كل ما يحيق، وكل ما يعيق، لأننا أنجزنا مشاريع معرفتنا بقوة الإرادة، وصلابة العزيمة، والإيمان بالحب، إكسيراً يمنع البلاء، ويدفع الشعواء، ويجعلنا دوماً في قلب العواصف، سقوفاً لا تهزها ريح، ولا تحركها تباريح، نحن في الحياة نواميس عطاء، ونحن في العالم منارات بهاء، لأننا ننتمي إلى التداعي سهراً  والتدفق عوناً لكل من ينكسر له عود، أو يعطب له ضلع.
هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، هي الامتداد الطبيعي لجدول الأرواء، يمر حول الحقول، يمنحها الاخضرار، يهديها نفحات الخير، ويجعلها في الأنام نواصي مبهرة، يجعلها في الحياة أكتافاً عواتقها بصلابة الجبال، وصرامة الصحراء النبيلة.
هذه الهيئة، أخذت على عاتقها سبل السلام المعيشي، وتحقيق الاستقرار للإنسان، كونه الضلع المستقيم في هذا الوطن، وكونه عظم الرقبة الذي يسند عليه الوطن أوتاد خيمته، ونحن في معمعة الجائحة، وفي فوضى الصراخ العالمي من شروخ أطاحت باقتصادات ضخمة، وضعنا أيدينا في ماء بارد، ونظرنا إلى الشجرة الوطنية فوجدناها ترفل بسندس الرفاهية واستبرق الخير الوفير
ليس لأننا دولة نفطية، فهناك من يعيشون على بحار من النفط ولكن... السر عندنا يكمن في الذكاء الإداري، ومهارة الأفذاذ في صناعة الفرح في عز الأزمات، وبراعة الرجال المخلصين في إضاءة الليالي السود، بمصابيح الوعي، وخلق النجاعة من صلب الجهود الصادقة، ومعالجة الأزمات بعقول لا تعرف المستحيل، وقلوب أشبه بمخمل المعاطف الدافئة، وعيون لا تخطئ مكامن الضعف، وأنامل تلامس الجرح، فتشفيه، هذا هو سر نجاحنا، لأننا محاطون بسور عظيم اسمه حب القيادة لشعبها، وحب الشعب لقيادته وهو الأنموذج الذي تسير على منواله النجوم، والكواكب في فلك السماوات العلا.