هؤلاء هم الذين سهروا ليضيئوا دروباً، ويفتحوا نوافذ الوعي في أفنية الأجيال، هؤلاء هم الذين نسقوا مشاعر الناس، لكي تتفتح ورودهم، وتنثر عطر الحياة في بساتين الوطن، هؤلاء هم النون والقلم، هم والذين سطروا على سبورة الزمن جملة الفعل وعبارة الوصل، وثيمة القول، شيمة الجذل، وقيمة النهل، وصبوة البذل، ونخوة العدل.
هؤلاء هم فلذات سهرت، فأينعت أشجارهم، ويفعت، وتفرعت، وأثمرت، وأعطت، وقدمت وساهمت في بناء الصرح العظيم، وتشييد قلعة الحياة الزاهية.
وعندما يأتي تكريمهم من لدن شهم، كريم، من رجل شابت الجبال، وما شابت مكرماته، في عطاء لا يجف، وسخاء لا يكف، وبذل لا تتوقف أنهاره عن سيل العذوبة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمهارة النجباء ورقي النبلاء، ورونق الأوفياء، يضع المعلم في قلب المشهد، وفي تلافيف الصورة الناصعة لأن المعلم رسول الكلمة، وهو بيت القصيد في كل نشأة، وارتقاء، لأن المعلم هو صلب المعنى وهو قلب المغزى في أي مسيرة مظفرة، وفي أي خطوة مباركة، المعلم هو معطف الحرير الذي خرج منه الطبيب، والمهندس، والأديب، والشاعر، وكل مبتكر، وكل متطور، وكل ماهر وكل من أضاء مصابيح المعرفة في دنيا الوطن.
المعلم هو الومضة، وهو الغمضة، هو كل ذلك، ولذلك استحق التكريم من بين يدي الكريم، استحق أن تصفق له الضمائر الحية وتحييه، وتبجله، وترفعه، إلى مصاف النجوم، لأنه هو من صنع نجمة الأحلام البهية، وهو من لون ضوء القمر، وصاغ قلادة الفوز في كل منحى وكل مكان من هذا الوطن الحبيب هذا الوطن الذي جعل من المعلم معلماً في الجغرافيا، وعالماً في التاريخ، هذا الوطن الذي أبرز صورة أبنائه المخلصين، ورتب أوراقهم، ونظم شأنهم، وشجنهم، هذا الوطن الذي يسير اليوم بخطوات متئدة، ولا رجفة، ولا خفة، بل هي وثبات على ظهر الموجة محققاً كل الآمال، منجزاً كل الأمنيات، كل ذلك بفضل من يلهمون، ويسهمون في بناء الجسور بعقول واعية، وقلوب مطمئنة، وضمائر تسد، ولا تصد.
جائزة محمد بن زايد، هي رصيد المعلم، وهي لحظته المنيرة ساعة يرفع يديه محملتين بأجمل الهدايا، وأطيب العطايا، جائزة بلون الحب، وعطر الود، ولون السماء الصافية، وحجم المحيط.
جائزة لها رونقها الخاص، وسمتها المميزة، لأنها جائزة تحمل أسمى الأسماء، وأنبلها.