كنت في حديث مع أحد الإخوة المواطنين، وقد بدأ كمن يبحث عن الكلمات، وهو الغزير الغوص في سبر وصياغة الحروف، ليعبر فيها عن امتنانه وتقديره لأبطال خط الدفاع الذين أحاطوا أفراد عائلته التي تتماثل للشفاء -ولله الحمد- من «كوفيد ـ 19»، بمستوى قال إنه لا يمكن وصفه أو التعبير عنه من الرعاية والاهتمام والمتابعة. ولكن تجمدت كلماته عندما فوجئ بمتابعة شخصية من معالي عبدالرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع لأحوال أسرته، والتقدم المحرز في مراحل العلاج الذي قطعته.
شعور لا يعرفه إلا من كان على أرض الإمارات، وفي ظل قيادة سخرت كل الإمكانيات والموارد لخدمة ورعاية الإنسان منذ قيام الدولة، وتضاعف وتجلى ذلك الاهتمام منذ اليوم الأول لظهور الجائحة، وما رجال العويس وفرق العمل إلا أنموذج في تطبيق توجيهات القيادة الرشيدة، فقد كان معاليه حاضراً ذلك اليوم المشهود من شهر مارس من العام الماضي عندما أكد القائد الفذ ورجل الرؤية والفكر الاستباقي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجلسه بقصر البحر بأن «الدواء والغذاء خط أحمر في دولة الإمارات»، وأطلق عبارته التاريخية المشهودة «لا تشلون هم» والتي ستخلدها الأجيال.
في ذات اليوم الذي كان يحدثني فيه القارئ تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لأحد الأشقاء السعوديين يزجي فيها الشكر والامتنان لسموه على ما حظيت به زوجته من رعاية واهتمام ونقلها بمروحية لأشهر مستشفيات العاصمة، وبمتابعة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، لعلاجها من شلل نصفي داهمها.
وغرد أحدهم قائلاً: «أصيبت والدتي رحمها الله بمرض عضال تلقى أخي في اليوم التالي اتصالاً من مدير مستشفى زايد العسكري يطمئن على الوضع الصحي للوالدة، ورسالة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مفادها: اختاروا أي مستشفى داخل أو خارج الدولة ولا تهتموا أبداً بالتكاليف».
إنها الإمارات، حيث الإنسان أولاً، أغلى ثروات الوطن، والمواقف التي ذكرنا بعضاً من صور المشهد العظيم للموارد والإمكانيات التي تم تسخيرها وتوظيفها في قطاع الصحة من لدن قيادتنا الحكيمة، ووضع رجال من طراز «أبو حمد» لتنفيذ التوجيهات السامية بشأنها.
حفظ الله الإمارات، وشيوخ الإمارات الذين أسسوا هؤلاء المسؤولين ليس فقط لخدمة الناس وإنما إسعادهم، والحمدلله دائماً وأبداً على نعمة الإمارات.