قبل أيام قليلة كنا أمام نموذج لثمار غرس طيب حرصت عليه قيادة الإمارات، وهي تمهد لجعل هذا الوطن الغالي موطناً وموئلاً لاستقطاب العقول والمواهب، وإطلاق العنان لطموحاتهم، ليكونوا جزءاً من ملحمة النجاح الإماراتية، وذلك من خلال تهنئة فارس المبادرات وعاشق المركز الأول، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للشاب العربي مصطفى قنديل الذي استطاع، وهو في الرابعة والعشرين من عمره، تأسيس شركة في دبي للحلول الذكية للنقل الجماعي تتجاوز قيمتها اليوم وبعد أربع سنوات ملياراً ونصف المليار دولار، وهي تعمل في الكثير من الدول. مؤكداً سموه أن دبي «ستبقى منصة لجميع الشباب العربي الطامح للعالمية». 
مبادرات متنوعة تنطلق من أرض الإمارات التي أصبحت منارة ضوء وضياء تبث الأمل في القلوب، وتطلق الطموح في العقول، وتصب كلها لصالح الإنسان وإسعاد المجتمعات وتعزيز نموها وازدهارها، فكم من قصص ناجحة، أبصرت النور هنا، تروي للجميع روح الجد والاجتهاد والعزيمة والإصرار على خطى الطموحين والمتفوقين! لذلك تتصدر الإمارات الاستطلاعات كأفضل مكان للعيش والإقامة والعمل عند الشباب العربي.
في ذات اليوم الذي كنا نتابع فيه قصة ذلك الشاب الناجح، تابعنا قرار الدولة منح الأطباء المقيمين في البلاد وعائلاتهم الإقامة الذهبية لـمدة 10 سنوات، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، تقديراً «لجهود أبطال خط الدفاع الأول وعطائهم وتضحياتهم وروح المسؤولية العالية التي أظهروها في مواجهة جائحة «كوفيد-19»، ومشاركتهم الكبيرة في مواجهتها، ما أسهم بدعم الجهود التي تبذلها الحكومة للحفاظ على سلامة وصحة المجتمع». كما تهدف التوجيهات السامية إلى «تعزيز شعورهم بالاستقرار وتسهم في استقطاب أفضل الخبرات والمهارات الصحية من مختلف دول العالم، مما ينعكس بشكل إيجابي على تعزيز كفاءة الخدمات وجودة الرعاية الطبية في الدولة لتكون الأفضل عالمياً».
تجيء هذه المبادرة السامية كذلك في إطار جهود الدولة لاستقطاب الكوادر المتميزة، والتي تمثل إضافة للمجتمع وإثراء له. 
 ونحن نشهد المبادرة السامية، وقد رُسمت لها خطوات التنفيذ من خلال المنصات الإلكترونية التي خصصت لاستقبال طلبات الأطباء المشمولين بها، نتمنى أن تشمل كذلك أسر الأطباء الذين قضوا نحبهم، وهم ضمن صفوف خط الدفاع الأول في مواجهة الجائحة، فذلك من صور الوفاء والتكريم الذي عرفت به إمارات الخير والمحبة، حفظها الله وكل من فيها.