تواصل الإمارات دورها في قيادة تحولات بنّاءة في المنطقة والعالم، انطلاقاً من مسؤوليتها كدولة فاعلة وقادرة وواعية.
المبادرة، هذه المرة، خرجت من بوابة الإعلام، حيث «الكونغرس العالمي»، الذي أعلن أمس عن استضافة العاصمة أبوظبي له، ليشير بجلاء إلى أحد جوانب الريادة التي ترسخت عبر عقود، ويعكس بوضوح رغبة إماراتية أكيدة في تعزيز التفاعل مع العالم، عبر بلورة رؤية استشرافية لمستقبل صناعة الإعلام التي باتت محفزاً رئيسياً للتنمية المستدامة في المجتمعات.
لدى الإعلان عن استضافة «الكونغرس»، كان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أكثر قدرة على التعبير عن رؤية وانفتاح الإمارات وأصالتها وإيمانها بذاتها، حينما أشار إلى كونها حاضنة عالمية ومنصة فاعلة لقطاعات الإعلام المتنوعة، تتسم بتكامل البنية التحتية الرقمية والتسهيلات التشريعية والقانونية الداعمة، والبيئة المعيشية الاستثنائية لجميع الجنسيات والشركات الدولية المؤثرة في قطاعات الإعلام والصناعات الثقافية والمحتوى الإخباري عبر مختلف الوسائل التقليدية والحديثة.
 فلم يكن الإعلام بمنأى عن المكتسبات النوعية التي حققتها بلادنا في الأعوام الخمسين الماضية، حيث تعاملت مع القطاع كأحد أعمدة التطوير والتنمية، خاصة في ظل التحولات الهامة التي شهدها على المستويين التقني والتكنولوجي.
اليوم، تستضيف الإمارات المقار الإقليمية للشبكات والوكالات العالمية، وتضم آلاف المؤسسات الإعلامية، وتُبَث منها مئات القنوات التلفزيونية والإذاعية، وتصدر منها آلاف المطبوعات، وهي ملتقى لتأهيل وإعداد أجيال من الإعلاميين.
واليوم، يأتي «الكونغرس» ليؤكد من جديد مقومات هذه الريادة، ويؤسس لشراكة إعلامية فريدة تستشرف المستقبل وتضع الأسس والقواعد القادرة على مواكبة المتغيرات، وتعزز آليات تطوير رسائل حضارية وإنسانية تخدم البشرية، والأهم من ذلك كله: المهنية والمصداقية والروح الإيجابية.