بعد 13 عاماً من الاحتراف هلا جلسنا وتفكرنا ووصلنا إلى حقائق محددة، هل تقدمنا؟ هل تراجعنا؟ أين هو موقعنا؟ وهل نحن اليوم في 2021 أفضل مما كنا عليه قبل 2008؟، هل طرأ على بال أي ممن تعاقبوا على تسيير شئون المنظومة، خلال هذه السنوات، أن يقوموا بعمل دراسة ما لتقييم العملية الاحترافية، وتحديد كيف كنا وأين صرنا؟ وإيجاد الإجابة الصريحة لسؤال واقعي جداً، بعد هذه السنوات، هل تعلمنا؟.
هل شركات كرة القدم في أنديتنا محترفة، أم أنها لا تزال في طور التجربة والتعليم، ولا زالت تفتش في تجارب الاحتراف من هنا وهناك، وتختار لنفسها ما هو أسهل وليس بالضرورة أصلح، هل من يديرون الاحتراف في مؤسساتنا وأنديتنا وكل المنتمين إلى المنظومة هم محترفون بالفعل؟ هل هم متفرغون؟، وبادئ ذي بدء وقبل كل شيء، هل هم بالأساس مؤهلون؟.
وماذا عن اللاعبين؟، هل تشربوا الفكر الاحترافي؟، هل يطبقون نظاماً غذائياً يتناسب مع طبيعة عملهم كلاعبين محترفين؟، هل انعكس الاحتراف على سلوكياتهم الحياتية، وأصبح موعد النوم والاستيقاظ دقيقاً ومنظماً، كما هو الحال بالنسبة للمحترفين الحقيقيين؟، وهل اختفت كل تلك العادات السيئة التي كان يمارسها البعض، مثل السهر حتى الصباح والتدخين، وغيرها من العادات التي لم تكن مبررة، ولكن مسكوت عنها في عصر الهواية، ولا يجب التغاضي عنها بعد الاحتراف.
وماذا عن النشء؟ واللاعب الذي يبلغ من العمر اليوم 20 عاماً، كان عمره 7 سنوات، عندما تحولنا من الهواية إلى الاحتراف، هل غرسنا فيه وفي جيله والأجيال التي تلته مفاهيم الاحتراف الأصيلة؟ وهل منحناهم تركيزاً مضاعفاً أو قمنا بتوفير الكوادر القادرة على تعليمهم أسس وقواعد الاحتراف الحقيقي؟، أم أننا أضعنا هذه الفرصة الثمينة كذلك، وتعاملنا مع العملية بنظام «مشي حالك»؟.
وماذا عن الحكام، والإعلام؟ والجماهير وبقية عناصر المنظومة، هل تكاملت الأدوار، هل توحدت لغة الحوار، هل تمت السيطرة على حمى المزايدات ومعاناة الميزانيات وتضخم الأسعار؟، هل خضعت ممارسات البداية الخاطئة إلى المراجعة والتصحيح؟ وهل أصبحنا في الطريق الصحيح؟، هل وصلت لوائحنا إلى حد الكمال، وهل لا زالت المشاكل الساذجة تحدث حتى الآن أم أنها توقفت؟، وهل بإمكاننا الحكم اليوم أم أننا ما زلنا بحاجة إلى وقت، كل هذه التساؤلات بحاجة إلى مجيب، وربما تكون الإجابات معروفة، وربما هي في علم الغيب، ولكن الأكيد أن الوقت كفيل بالكشف عنها أليس غداً لناظره قريب.