يمثل الـ28 من أغسطس، أحد أهم الشواهد على مكانة المرأة في منظومة قيمنا الراقية التي جعلت منها شريكاً أساسياً في صنع التاريخ الحضاري للإمارات.
فلقد بات تمكين المرأة في بلادنا نهجاً راسخاً تمتد جذوره إلى حضارتنا العربية وسماحة ديننا الحنيف وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان للمرأة النصيب الأوفى في مشروعه الطموح لبناء الوطن والإنسان، وأعلنها مبكراً مع تأسيس الدولة: «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة وهي تأخذ دورها المتميز في المجتمع».
كان يقين الشيخ زايد بأن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من حيث الناحية العددية والتكوين، بل كل المجتمع من حيث التأثير، لأنها الأمّ والأخت والزوجة والجدّة والمعلّمة والمربّية، الأمر الذي ترسخ لاحقاً في «مرحلة التمكين» ليزيد الإيمان بمواهبها وقدرتها على المشاركة في دفع عجلة التنمية والتطور، بل وصناعة القرار. ومن هذه الزاوية، نقرأ مقولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «نحن لا نمكّن المرأة في المجتمع، بل نمكّن المجتمع بالمرأة».
وكما واجهت جدّاتنا قسوة الحياة بعزيمة وصبر، وكافحن مع أجدادنا في تدبير معيشة أسرهن وشؤون بيوتهن، ونجحن في تربية أجيال واثقة بثقافتها وتراثها معتدّة بشخصيتها فخورة بانتمائها، فإن ابنة الإمارات اليوم ركن أساسي في النهضة الشاملة التي تشهدها بلادنا، وتشارك الرجل كتفاً بكتف في مضمار التنمية، لتتكامل الأدوار وتتوالى الإنجازات ويكبر الطموح في «الخمسين الجديدة».
في يوم المرأة الإماراتية، نوجه التحية إلى ابنة الإمارات في كل المجالات والميادين، وكل أمّ وأخت وزوجة وابنة وربة أسرة تعمل بصمت لتصنع مستقبل مجتمع بأكمله، وتربّي أبناءها على الطموح والأمل والقوة والخير والتسامح.
وفي يوم المرأة الإماراتية، نعرب عن تقديرنا للشيخة فاطمة «المُلهِمة الأولى» التي علّمت الإماراتيات كيف تكون المرأة نبعاً ثرياً من العطاء والإيثار والعمل لأجل البلاد وأهلها، وأعطت دون تعب، ولا تزال، كما يليق بالوفاء لمدرسة العطاء المشهودة التي أسسها زايد.
تظل المرأة أول المشاعر، وأول الكلمات، وأبجدية استيعاب العالم من حولنا.. كلّ عام وابنة الإمارات بخير.