يستهل أبناؤنا وبناتنا الطلاب والطالبات اليوم عاماً دراسياً جديداً، نتمنى أن يكون عام خير وتوفيق ونجاح وتفوق وتميز للجميع. وهو عام استثنائي بلا شك حشدت له الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الإمارات للتعليم والمناطق التعليمية كل الإمكانيات والموارد لضمان انطلاقته حضورياً بكل سلاسة وانسيابية وسط الظروف الاستثنائية والتدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية التي اتخذتها لمكافحة فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19. وأتاحت في الوقت ذاته لأولياء الأمور خيار التعليم عن بُعد حتى أكتوبر المقبل مع متابعة المستجدات والتطورات الخاصة وتقييم الأوضاع أولاً بأول، حسب التطورات التي يتم متابعتها أولاً بأول من قبل «الأزمات والطوارئ».
رغم كل الاستعدادات التي أعلنت عنها الوزارة والمؤسسة والمناطق فإنها لم تحسن التخطيط لاستقبال الكم الهائل من الطلاب وأولياء أمورهم الذين تدفقوا على مراكز فحص كورونا التي أعلن عنها والمخصصة لطلاب المدارس، بطريقة حضارية ومنظمة. 
ظهرت مشاهد مزعجة من التدافع والتكدس ومن دون التزام بالتباعد الجسدي، وارتفعت الأصوات بسبب حرارة الأجواء خارج المركز. 
مراكز العاصمة كتلك الواقعة قرب حديقة دلما بمنطقة معسكر آل نهيان أو المنهل أو «مصدر» أو في مدينة خليفة والتي كانت إجراءاتها تتم في غاية السهولة والانسيابية فوجئت بالأعداد الكبيرة من الطلاب وذويهم، فكان من الطبيعي أن يحدث ما حدث من تأخير وازدحام. والمشاهد ذاتها في عدد من مدن الدولة.
 بعض أولياء الأمور القادرين اختاروا أسهل وأسرع الحلول وتوجهوا لمراكز القطاع الخاص، ولكن غير المقتدر ومن لديه أربعة أو خمسة أبناء لا يستطيع، فالأمر يحتاج منه لميزانية خاصة لا سيما وأن الفحص مطلوب خلال فترات متعددة، فهو أسبوعيٌّ لغير المطعمين وفق ما جاء في الإحاطة الإعلامية للإعلان عن بروتوكول العودة إلى المدارس.
وقد سارعت مؤسسة الإمارات للتعليم لطمأنة الطلاب وأولياء أمورهم ممن لن يتمكنوا من الالتحاق بمدارسهم اليوم لتأخر إجراء الفحص جراء الازدحام الحاصل، للحضور غداً بعد تلقيهم نتيجة المسحة.
نأمل من الوزارة والمؤسسة والجهات المعنية بالأمر التفاعل مع الوضع بإيجاد بدائل كتخصيص فرق فحص عدة لكل مجموعة مدارس، والاستفادة من دروس اليومين الماضيين لتنظيم الفحص ولو بمواعيد محددة لكل منطقة وبحث غيرها من البدائل والحلول للقضاء على الازدحام والمشاكل المترتبة عنه، خاصة المقلق منها والمتعلق بالمخاطر المترتبة على عدم الالتزام بالتباعد. مع تمنياتنا للجميع بالنجاح والتفوق والتميز.