رغم أنّه مُعاد، إلا أنه حُلم لا يُمل..
ذلك هو «الأبيض» ونافذتنا المشرعة دوماً صوب «المونديال»
في كل مرة أكتب فيها عن المنتخب لا أتغيّر.. تبدو تلك المسلّمات التي اعتدناها وتداولناها خلسة غير قابلة للهدم ولا للمراوغة لا لألوان غير «الأبيض».. المنتخب حقيقة وسط الحلم، وأمنية تحققت وإن تأجل نتاجها.. عصيٌ على النقد اللاذع والاتهام والغضب.. لا تصلح الكتابة عنه إلا إن كانت بألوان المحبة والأمل حتى في أصعب الظروف.. المنتخب قطعة من وطن وسطر من نشيد ومقطوعة من السلام الوطني ولون من العلم.
كل مرة كتبنا فيها بمناسبة كتلك، كان الأمر مختلفاً.. كثيراً ما كانت المهمة سهلة، والاستقرار لدينا أفضل مما كان، وفرصنا لا بأس بها، واللاعبون والمدرب على أُهبة الاستعداد.. كثيراً ما كنا كما نحن الآن، ونحن نبدأ مشوار المرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى «مونديال 2022».
تبدو المجموعة الأولى لا بأس بها، وإن كان فيها كوريا الجنوبية وإيران والعراق، مع لبنان وسوريا.. مؤكد أنك لن تصل إلى طموح كهذا فقط عبر بوابة التمني.. من أراد العُلا سهر الليالي، ومن أراد كأس العالم، عليه أن يكون نداً لكل العالم.. فرغنا منذ عقود من هذا الدرس .. حفظناه وعاصرناه، وشهدنا وقائعه وناجحيه، وكثيراً ما كنا من ضحاياه.
لا شك أن إرهاق السفر لن يكون كالذي واجهنا في تصفيات «مونديال 2018»، حين عانينا من البحث عن الحلم في بلاد بعيدة، والترحال إلى أستراليا واليابان وتايلاند، والافتتاحية اليوم أمام لبنان في أول المشوار بملعب زعبيل، ثم المغادرة إلى الأردن للعب مع سوريا يوم 7 من الشهر الحالي، قد تمنحنا خطوة واسعة في أول مشوار المرحلة الأخيرة، وعلينا أن نتسلح بكل النقاط في أول المشوار، قبل مواجهة الكبار.
أيضاً، يمنحنا الاستقرار الفني أفضلية لا بأس بها، ففي الوقت الذي غيّرت فيه كل منتخبات المجموعة فرقها، فإن مدرب «الأبيض» مارفيك يعمل في هدوء مكنه من التعرف على كل اللاعبين، وكل صغيرة وكبيرة تخصهم، ما يمنحه أفضلية نسبية، قد يكون لها أثرها على «الأبيض».
قطعاً، فإن اللاعبين ليسوا بحاجة لمن يذكرهم بما نريد منهم، وكيف أن أحلامنا على أكتافهم، وأن قدر هذا الجيل أنه يدافع عن ميراث الأُمنيات المؤجلة منذ عقود.. مؤكد أنهم أكثر شوقاً منّا لـ «المونديال» دونما حاجة للسؤال.

كلمة أخيرة:
على خلاف العادة .. الأحلام المؤجلة لا تنطفئ، لكنها تزداد - بقدر الحنين - توهجاً على مر السنين