في غمرة الحراك والمتابعات التي أحدثها إطلاق «وثيقة مبادئ الخمسين»، وإعلان مشاريع الخمسين والإمارات تتجه بكل قوة وثقة وثبات نحو مئويتها، وهي تحمل المزيد من التقدم والرخاء والازدهار والاستدامة، تجدر بنا الإشارة إلى جانب مهم حرصت عليه قيادتنا الرشيدة، وكان في صلب عملية تطوير الأداء الحكومي والرؤية المرتبطة، والتي أولت هذا الجانب أهمية كبيرة باعتباره من أدوات تحقيق المستهدفات الوطنية والتنمية المستدامة. وأعني موضوع تأهيل وإعداد المسؤولين، فتميز التجربة ارتكز على التعليم المستمر حتى أعلى المستويات، لأنها تندرج في صلب بناء الإنسان أغلى موارد الوطن. فتجد المسؤول مهما تدرّج في موقع وظيفته وتقدم ينخرط في البرامج المتاحة لتطويره أكاديمياً، للحصول على شهادات أكاديمية أرفع، وتعزيز مهاراته وخبراته.
من هنا ندرك قيمة وأهمية إطلاق جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي- التي تعد أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي- «البرنامج التنفيذي للذكاء الاصطناعي»، والذي جرى تصميمه خصيصاً لدعم مسؤولي القطاعين الحكومي والخاص في الدولة، «للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي لضمان الإدارة الذكية، والعمل بكفاءة عالية، وتعزيز الإنتاجية بما يسهم في خلق قيمة اقتصادية، ودفع عجلة التأثير الاجتماعي الإيجابي. 
 وقد أجمع وزراء وخبراء ومسؤولون على أهمية البرنامج المتفرد، تفرد الجامعة التي تحمل اسم راعي الرؤية الطموح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرجل الذي بشّر لإمارات مزدهرة في مرحلة ما بعد النفط، اعتماداً على عقول ومواهب وسواعد شبابها. 
 لقد كانت الإمارات في مقدمة دول العالم التي أولت بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته اهتماماً مبكراً، وتوسعت في استخداماته، بل واستحدثت منصباً وزارياً ووزارة لذلك مع بدء الثورة الصناعية الرابعة، والتي أطلقت لأجلها في سبتمبر 2017 استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة بهدف «تعزيز مكانة الدولة مركزاً عالمياً للثورة الصناعية الرابعة، والمساهمة في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية».
البرنامج التنفيذي للذكاء الاصطناعي في جامعة محمد بن زايد، تجسيد للحرص على رعاية العقول المبدعة للاستفادة من هذا التطور العلمي والتقني المتقدم للغاية في خلق قيمة اقتصادية، ودعم الأولويات الوطنية على طريق الثورة الصناعية الرابعة، ويسهم تحقيق هدف الإمارات في تبوّء مكانة عالمية رائدة بمجال الذكاء الاصطناعي، ولتظل الريادة إماراتية بامتياز.