بينما كنتُ أتابع برنامج الدورة العاشرة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، يومي 26 و27 سبتمبر الجاري، توقفت أمام جلسة يومه الثاني عن «السرد القصصي.. ماهيته ودوره في الأثر الخطابي»، تسلّط فيه الضوء على «قوّة القصص، وفاعليتها في الخطابات الحكومية، والتي تفوق حسب الدراسات بقوة تأثيرها على الحقائق أكثر بـ 22 مرّة على وعي وسلوك الجمهور، الأمر الذي يحث معه خبراء الاتصال وصنّاع المحتوى على الاستفادة من الأسلوب القصصي في تقديم خطابهم للجماهير». وعلمت أن أعلى هيئة مسؤولة عن الرقابة النووية في الدولة وأعني «الهيئة الاتحادية للرقابة النووية» لديها رئيس تنفيذي للسرد القصصي، سيشارك في الجلسة، حيث سيعرض راشد الفلاحي تجربة استخدامه «السرد في عمله مع العديد من المنظمات المحلية والدولية».
 تجربة الإمارات مع الطاقة النووية جديرة بالسرد لأجيال الحاضر والمستقبل، لأنها تجسد وتختصر رؤية قيادة رشيدة حكيمة تستشرف المستقبل حرصت منذ بداية الإعلان عن الطموح الإماراتي في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية أن يكون عنوانها العريض «الشفافية»، ومنذ بداية العمل في المشروع قبل أكثر من عشر سنوات انتزع مسمى «المعيار الذهبي» ليس فقط لخلوه من مرحلة التخصيب وإعادة معالجة الوقود المستهلك في المفاعلات النووية، وإنما لارتباطه بالتزام الإمارات الصارم بأعلى معايير الأمن والسلامة، ومعايير حظر الانتشار النووي.
وكذلك لشفافيته والتزامه بكل المعايير الدولية الخاصة بالسلامة النووية، ونشر الطمأنينة في محيطه، بخلاف تجارب أخرى تثير قلق ومخاوف المجتمع الدولي لافتقارها للشفافية والالتزام بالقواعد المتعارف عليها تحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مشروع الإمارات للطاقة النووية للأغراض السلمية هدية قيادة رشيدة لإسعاد شعبها، يجسد التزامها باستدامة التنمية ومواصلة عجلة الرخاء والازدهار بالاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، صوناً للموارد والبيئة وسلامة الكوكب الذي نعيش عليه.
إنها الرؤية الزاهية الجديرة بالسرد للتاريخ وللأجيال، وقد اكتمل الحلم وشارفنا على قطف ثمرة من ثمار المستقبل الذي وضعته اليوم بين أيادينا قيادة إمارات الخير والمحبة والعطاء، وها هي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تعلن أن ذراعها التشغيلية شركة نواة للطاقة أتمت ربط المحطة الثانية من محطات براكة للطاقة النووية السلمية الأربع بشبكة الكهرباء الرئيسية في دولة الإمارات على نحو آمن لتنتج أول ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، فما أجمله من سرد لحقيقة تسطع خيراً وبشراً وازدهاراً للوطن وأبنائه.