اليوم يحتفل أهلنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة باليوم الوطني الحادي والتسعين، وتجسد مشاركة أبناء الإمارات للأشقاء فرحتهم بالمناسبة واحدة من صور التآخي والاعتزاز بالروابط التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين والضاربة الجذور في التاريخ.
مظاهر الفرح التي تتجلى في كل مكان بالإمارات احتفاء بهذا اليوم المجيد تنطلق من وشائج القربى والمصير المشترك والرؤية المشتركة للبلدين وقادتهما الذين عبروا في أكثر من مناسبة عن المضي قدماً في ترسيخ وتوطيد النموذج الرفيع والمتين الذي أرسوه، وجعلوا منه مثالاً يحتذى به للعلاقات بين الأشقاء ضمن خيمتنا الخليجية الواحدة، والمملكة عمودها وعمادها، وفي المحيطيْن الإقليمي والدولي لما تمثله من ثقل ودور محوري، انطلاقاً من إدراكهما وقناعاتهما الراسخة بأن كلاً منهما عمق استراتيجي للآخر، وهو ما ترجمته المواقف المشتركة في مواجهة التحديات والتطورات في المنطقة واستهدفت أمن واستقرار بلداننا وشعوبنا، وحيث امتزج الدم الإماراتي بالسعودي في ميادين الشرف والبطولات ليقضي على الأحلام التوسعية والأجندات الخبيثة لأعداء الأمة وأدواتها الدائرة في فلك مخططاتها الإرهابية والشريرة.
كما تجلت الروابط المميزة في تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي بدعم ورعاية قيادتي البلدين برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، والذي مثل نموذجاً استثنائياً للتكامل والشراكة بين البلدين وما حمله من مبادرات ومشاريع لما فيه خير وتقدم ورفعة الشعبين الشقيقين.
تحل هذه المناسبة الوطنية المجيدة، والمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تقترب من تحقيق مستهدفات رؤية 2030 قبل أوانها، بفضل من الله والإرادة القوية والمتابعة الحثيثة لصاحب ومهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان. وقد صنعت تحولات كبيرة في المشهد العام بالمملكة على مختلف الصعد، وحظيت بدعم والتفاف مختلف شرائح الشعب السعودي وبالذات الشباب الذين يمثلون المستقبل، وتقوم على ثلاثة محاور هي «مجتمع حيوي.. اقتصاد مزدهر.. وطن طموح»، كما تشمل 13 برنامجاً لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الـ96 للرؤية، وسقفها الزمني المحدد مع الاحتفال باليوم الوطني السادس والتسعين.
وفي ذكرى يوم أغر بهي، يتجدد العهد بأن نظل «معاً أبداً»، و«السعودي إماراتي والإماراتي سعودي»، وكل عام وبلاد الحرمين الشريفين وخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وشعب المملكة في خير وعز وازدهار دائم.