العالم يتخلص من كهف التخلف، بواسطة مصباح العلم، ويتحرر من عتمة الجهل بواسطة خيوط الفكرة المستنيرة، والتي بدورها تحمله إلى حيث تكمن الحقيقة. فالشعوب لا ترقى بالمزايدات، وإنما بالمبادرات، والمثابرة، والمجازفة، لدحض الكسل، وكبح جماح الاتكالية، ووضع الأقدام عند هامات النجوم.
الإمارات بفضل المؤسسين استطاعت أن تخطو خطوات ثابتة، وتمكنت من الانتصار على واقعها، عندما وثقت بقدراتها، وعقدت العزم على إدارة علاقة متكافئة ما بين العقل، ومكوناته من جهة، والإرادة الصلبة التي كسرت ناب الإحباط، واعتلت منصة التفوق بجدارة، وأخذت بناصية التطور، مستفيدة من رؤية قيادتها الرشيدة، والتي لم تدخر جهداً في سبيل تحقيق الأمنيات الكبيرة، وإنجاز مشروعها التنويري في مختلف المجالات.
اليوم ونحن نتأمل المشهد، ونقرأ تفاصيل الحكاية، نرى أمام أعيننا، ونلمس، ونحس، بنتيجة تلك الخطوات التي تجاوزت حدود الواقع، ورسمت صورة زاهية لدولة تقف بين العالمين، مكسوة بأحلام مشرقة، رافلة بمعطف التطور، وهي تغزل قميص الحياة، بأنامل، وعقول شباب من هذا الوطن، وتمد الشراع بعيداً حتى شارفت على تبيان موانئها، والرجال الأفذاذ، يصنعون المجد من مغزل طموحات لا نهاية لخيوطها، ولا أفق غير أفق السماوات، ومصابيحها المنيرة.
جامعاتنا، ومعاهدنا، وكل مؤسساتنا العلمية، جعلت من قمحة الإبداع، حقولاً، وجداول تتسع رقعتها، وترسخ أصولها، وتمضي قدماً باتجاه تلك الأهداف التي رسمتها القيادة، وأهداف الإمارات مثل تضاريسها، متنوعة، متشعبة، كما هي الألوان على جناحي الفراشة، ومن هذه الفسيفساء، تنمو العلاقة ما بين الإنسان، والأرض، وما بين الإنسان والإنسان، وما بين الإنسان ورغبته في وجود يتكئ على أريكة السعادة، عندما تصبح العلوم العربة التي تقل ضمائرنا إلى النجاح، والتفوق، وتحقيق أقصى حالات الاستثنائية بين الأمم، وإنجاز المشروع الأهم، ألا وهو، الطمأنينة على مستقبل أجيالنا، هؤلاء الذين سيطرحون أسئلتهم في وضح النهار... أين نحن نقف من بين شعوب العالم؟ وعندما يرون بلادهم قد سبقت الآخرين، في تحقيق منجز السعادة، تصبح رؤوسهم نجوماً، وعيونهم بلورات تتلألأ على مناضد الحوار الشفاف مع الآخر.