ثمة حالات من فرح لا تخفى على أحد في الإمارات، حالات من العافية والإيجابية والطاقة الخلّاقة سائدة فيها، وفي حياة أهلها والمقيمين على أرضها، هي حصيلة وقت وتعب والتزام ودعم ومساندة، حصيلة سنتين من سنين الصبر والمكابدة والمجالدة، ومحاولة الارتقاء على الحالات، هناك ريح من الفرح بالمستقبل والآتي الأجمل، شعور بالقوة والصلابة وروح الاتحاد، هذا هو الفرح الخمسيني، والفرح والترحيب بالعالم الحاضر في درتنا دبي، حيث «إكسبو»، وأهلاً بالمستقبل، وحيث الإبهار ومتعة الفرجة، والعالم الذي سيمر من هنا مبقياً على تلك الدهشة التي سكنت رأسه، وتلك «المرحبانية» التي سكنت صدره، ناطقاً: آه الإمارات.
موعودون نحن في الإمارات وأهلها ومن يقيم فيها والقادم لها بأفراح مقبلة، لأننا ننشد الفرح والسلام والتسامح والحب، ولا يلومنا في ذلك لائم غير الباغض والحاسد، مقبلون نحن على خير يُمكّن بفضل ومِنّة من الله البلاد والعباد، ويزرع السعادة حولنا وحوالينا، هناك استبشار بالخمسين الجديدة نحو المائة، وبتحقيق الأحلام التي سعينا لها، وتعبنا من أجلها غير عابئين بالمعطلين وكارهي النجاح والمسمومين، فكل أولئك، وكل أشيائهم هي خلف الإمارات التي لا تلتفت كثيراً للخلف، إلا لعثرة صديق أو هبعة أخ متعطل أو لاستغاثة إنسان ملهوف، هكذا.. ننظر للأمور، ونزنها ونوازنها، فليس كل ضعيف تغلبه نفسه، ولا يقدر إلا على الصراخ والنباح هو عدو، تماماً ليس كل صديق غير مختار، وغير منتقى، نعده صديقاً، 
وخليلاً، يتساوى عندنا في الاختيار العدو والصديق، هكذا هي الرؤية والرؤيا، دام للإمارات عزها خليفة، وقائد بيرقها محمد، وعضدها وسندها الدائم محمد، ولا قصور من إخوانهم من حكام الإمارات الأجلاء الذين يحملون ويعملون بوصايا المؤسسين الراحلين، ويزيدون النهضة السابقة نهضة جديدة.
ثمة فرح غير مخفي عن الجميع، نستشعره في شوارعنا ومكاتبنا ومنازلنا وتفاصيل يومنا، وفي المتغيرات الإيجابية التي تسير بها حياتنا، نحن اليوم أفضل، مثلما كنا بالأمس أجمل، لا تغلبنا الأمور، نحن من نسيّر الأمور، ولا تعضلنا حجرات العثرة في الطريق، نحن من نجعل الطريق أخضر معشوشِباً بالأمل والرضا وراحة البال وصدق المشاعر ونُبل المواقف.
الإمارات.. تستحق الكثير، وتستحق الفرح الأبيض مثلها، لأنها لم تبخل على أحد، ولم تمنّ على أحد، ولم تسع لضرر أحد، كان خيرها وفضلها سابقاً ولاحقاً، متقدماً لا متأخراً، وتعدى الداني والقاصي، الإمارات إنموذج لحال جديد نتمناه للعالم، ونتمنى العالم أن يكون صنوه ومثله، فلا تزرع المحبة، ولا يسود السلام، ولا يكون الحب إلا بذلك الفرح الأبيض الذي يشبه الإمارات وحدها.