الأشجار عشق أزلي، وللون الأخضر حب أبدي عند كثير من الناس، الأيام الخضراء والدروب الخضراء والمساحات الخضراء، هي الحب الذي يسكننا، أياً كانت البيئة التي تنتمي إليها، صحراء أو ساحلاً بحرياً، لم يزاحم هذا الحب أي لون وإن فاز بالبحر الكبير والعشق الدائم اللون الأزرق للبحر، إلا أن النفس ترتاح كثيراً في المرابع الخضراء، ولا تخلو أي مساحة في المنزل من حديقة صغيرة يزرع فيها نباتات مختلفة قد يحرص صاحبها على أن تكون مشتملة على أصناف كثيرة من الأشجار والزهور، أو تكون حديقة خاصة بأشجار البيئة من النخيل والسدر واللوز.
أما عشاق التجارب والتنوع في حب الزراعة، فإنهم يجربون كل النباتات الجديدة على البيئة، فتكون الحديقة بستاناً يحوي كل أصناف الأشجار والنباتات، وقد تكون الحديقة محطة رائعة وجميلة، ومكاناً للاستراحة الدائمة، وقد يزيد عليها بأنواع من أقفاص العصافير المختلفة.
الحب أنواع، والاهتمامات قد تولد إبداعات جميلة في زيادة جمال المكان، وتلك اللمسات الجميلة والجديدة على أركان الحديقة والزوايا مما يخلق مناخاً وأجواءً بديعة، والبعض يعشق الأزهار والورود ويعمل على جلب أنواعها وأشكالها وألوانها المختلفة وقد يبدع في توفير المناخ المناسب لها عبر البيوت الزجاجية أو الأركان الخاصة التي تشابه البيئة التي تنتمي إليها تلك النباتات والأزهار.
وهناك أيضاً من لا يهتم إلا بالأشجار المثمرة أو الكبيرة.. يهتم بالثمار والإنتاج الكثير، فهو محب للنخيل و«الهمبا» واللوز والليمون وسائر الحمضيات، اللون الأخضر واحد ولكن الحب أنواع.
للأشجار والنباتات أوراق مختلفة الأشكال قد تتشابه في الكثير، ولكن بعضها يبدو أكثر جمالاً وأكثر اختلافاً، حيث الورقة ليست مخروطية أو مستديرة أو مثل باقي الأوراق، وقد تكون ورقة التين والعنب أكثر إثارة على الأقل بالنسبة لي، شجرة التين قد تشبه الكف، ولكنها متعرجة الشكل، تمتد في ناحية وتقصر في ناحية أخرى، شكلها الفريد، قد يشبه رحلة الحياة بين صعود وهبوط، بين قمة الفرح وكد وتعب الحياة، شجرة التين قوية ومقاومة للظروف المحيطة، خاصة في البيئة المحلية، قد لا تحتاج إلى عناية كبيرة وقد تصبر على العطش وقلة الماء، عكس شجرة المانجو مثلاً أو سواها. 
زرعت في حديقتي ثلاث شجرات، شجرة تين وشجرة مانجو «همبا» وشجرة سدر غير محلي، وبما أنني ليست لي علاقة بالزراعة لم أضبط طريقة ري هذه الأشجار، ذبلت وماتت شجرة المانجو سريعاً، بينما قاومت الأشجار الأخرى، بل كانت أوراق شجرة التين رغم عطشها أكثر مقاومة لضعف الماء، الأوراق الجميلة المتعرجة المختلفة عن الأوراق الأخرى، تنتمي لبيئتها وتصبر على الظروف مهما كانت متعبة وقاسية. 
درس جميل تعلمنا إياه شجرة التين وأوراقها التي تشبه حياتنا بين صعود وهبوط بين نجاح وإخفاق، دع الحياة تعبر واغرس الأمل، تكيف معها فإن القادم أجمل.