ثعالب الفشل، سارقو الأحلام، مبغضو النجاح هم كثر، وبأقنعة مختلفة، يتواجدون في طرقنا إما صدفة وإما عنوة، لا تدعونهم يمروا، ولا في حياتنا يستقروا، لأنهم ببساطة يسرقون منا أحلامنا، ويسلبوننا فرحتنا، وسعادتنا بمنجزاتنا ولو كانت هذه النجاحات براعم صغيرة نودها أن تكبر أو كبيرة تفوقهم، وتجعلهم يكحون العافية التي فيهم، لكنهم يأتون بُعَيد كل نجاح أو تميز أو تفوق، هؤلاء بعضهم نعرفهم، وبعضهم الآخر لا نعرفهم، لكنهم ينقضون ليقتنصوها أو يعلقون مشانقها، ويذهبون فرحين بما نالوا منا كما يعتقدون ويتوهمون، لكنهم في مكانهم العراء عُراة، الكل يراهم غير مستورين.
نجاح الإمارات، هو سعادة للعرب من المحبين وللأصدقاء من المودين، إلا أنه غدا شوكة في حلق الجاحدين، لماذا أصبحت تلك النجاحات تثير عقيرة الآخرين الحاقدين، وتجعلهم ينفثون ما في صدورهم من غل دفين؟ تفوق وتميز الإمارات جملة لا يحبها المبغضون، ولا أصحاب الأجندات، ولا الفاشلون إلا في التآمر، وزرع الضغائن، والفرح بالحرائق في كل مكان، هذا التألق والبريق الذي جاء بعد تعب وجهد ونجاح ومتابعة، سيخرج له أعداء النجاح، وسيشوهونه بكلمة ساخرة، وسيمسحون درجة تفوقه بعبارة هازئة، لا لعيب أو خلل، يفعلون ذلك فقط لأن ذلك النجاح، متبوع باسم الإمارات.
أعداء «صُنع في الإمارات» تعرفهم من وجوههم التي غادرها الفرح، فهي كالدخان، وأشد حلكة، ومن زَبَد الكذب على أطراف أشداقهم، ومن ما يعتمل في صدورهم الضيقة بتلك الكبد السوداء لكل ما تقدمه أو تقوم به الإمارات، ولو كان كله خير وفرح وسعادة للجميع.
الإمارات وأهلها ومنجزاتها مثل إنسان طيب، وعلى سبحانيته، ويعتقد أن أعداد الملائكة أكثر من الأبالسة في هذه الحياة، ويعتقد أن الناس تفرح بالخير، وتعادي الشر، وأنها تساند المحتاج، وتنتصر للحق، فيحمل هم المجتمع على رأسه، ويحاول أن يعضّد ويصلح ويستشرف، ويصنع من نفسه سفيراً للوطن في حلّه وترحاله، فيُطَيّر أعداؤه الوهميون طيوراً تصيح: أنه يبطن غير ما يظهر، وأنه مدع، وأنه مشكوك الولاء، وأنه يستأجر من يعمل له وعنه، وأنه يخدم نفسه، ويهدم غيره، طيور حينما صاحت لم تغرد بأي حسنة لهذا الإنسان الذي تكالب عليه الجميع، والكل يسرق منه حلماً من أحلامه الصغيرة، ويريد أن ينال من أحلامه الكبيرة، لكن وحدها نفسه الخيّرة ظلت تتبع ظل الملاك الذي فيه، غير مصدق أن هناك شياطين مختصين بسرقة الأحلام سواء كانت صغيرة أو كبيرة!
بالأمس ما صُنع في الإمارات.. جعل كل ثعالب الفشل تتسابق في هروبها الجماعي الكبير.