«الرجال هم الذين يشيدون المصانع، وليس المال»، جملة تقع في قاموس الحياة، لتصبح درساً، وموعظة، جاءت على لسان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وها نحن اليوم نجني ثمرات العذوبة، والجمال ذاهبين على خطى من أسس، وبنى، وزرع لنحصد من بساتين عطائه، وننهل من ينابيع بذله ونعيش حياة يتمناها غيرنا، ويسعى لأن يكون شبيهنا.
اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين، نحن في التمكين ننال التفوق، وفي التضمين نطال الأفق، وفي الرحلة الطويلة لنا قصب السبق، ولا مجال، ولا سؤال حول ما حققته الإمارات خلال عقود من زمن، لأنها لم تخلف الوعد، ولم تنقض العهد، بل سارت القافلة ريانة بالمبادئ، وامتطت ركاب المجد جذلانة بنشيد الخلود، تفيض بالمعنى، وتزخر بالمغزى، وشباب ينقشون على جبين التاريخ أسماء أصبحت كواكب في بطن السماء، وينحتون على الأديم صوراً لها شعاع القمر، ووميض النجوم، وخيوط الشمس، منسدلة على وجنات وخدود.
هذه هي الإمارات شقت قنوات العذوبة أمام شبابها، فنهلوا، وارتشفوا، وهبوا رافعين النشيد، لأجل مستقبل يشرق بالإبداع، وتتفتق قريحته عن براعات، ومهارات تذهل السامع، وتدهش الرائي.
هذه هي الإمارات، وضعت لجام الخيل في أيدي الشباب ليثبوا، ويهبوا، ويسهبوا، في قطف ثمرات الحاضر السعيد، وينعموا من ثراء المعطيات ورخاء المقدمات، ويعيشوا عصرهم كما هيأته لهم القيادة الرشيدة ليساهموا في نهضة بلادهم، وليسكبوا من رحيق شبابهم، كي تنتعش الزوايا، وتنتشي النوايا، وتستمر الإمارات في رحلة التقصي إزميل فن، وأرخبيل إبداع، تستمر الإمارات، في المحيط، قارب البحث عن لؤلؤة الفرح، وجوهرة السعادة. تستمر الإمارات النجم الذي لا يطفئ سراجه، ولا يخبئ وهجه، تستمر الإمارات، الوعي في ضمير العالم، لا شاردة تفوته، ولا واردة نجاح وتألق، هي هكذا رسمها قائد فذ، وعلى منواله يسير الأبناء، محتفين، منتخين بما ساد في الضمير، وما سكن في الأحداق.
شبابنا اليوم لديهم الدفة، ولديهم بوصلة المركب، ولديهم مساحة من الوعي تجعلهم قادة مرحلة، وأسياد رحلة، لديهم كل ذلك بفضل مستجيبات هيأت لهم وعليهم تقع مسؤولية الاستمرار، والسعي قدماً باتجاه المستقبل.