الجريمة النكراء التي أقدم عليها الحوثي، أمس، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك «حالة اليأس» التي تعيشها ميليشياته هذه الأيام، خاصة بعد عمليات تحرير «شبوة» التي تمت في زمن قياسي، وما صاحبها من خسائر يعرف الحوثي نفسه تفاصيلها جيداً، ويدرك مدى ما سببته من إرباك وإحباط في صفوف مقاتليه، والأهم من ذلك إحراق الصورة التي حاول تصديرها لليمنيين.
وبدلاً من أن يتعلم الحوثي الدرس جيداً ويدرك فداحة أخطائه وسوء قراءته، ومن ثمّ يعيد حساباته.. راح ليغطّي على هزائمه وانكسارات ميليشياته بجريمته التي تنمّ عن همجية وعبثية غير مسبوقة واستخفاف لافت بقواعد القانون الدولي والإنساني والأعراف الدولية، متوهّماً أنه يستطيع النّيل من أمن وأمان الإمارات وتنميتها.. وهيهات أن يحدث هذا تحت أي ظرف.
على كل حال، يدرك الجميع أن الاستجابة السريعة من الإمارات لطلب الشرعية اليمنية، وفي ظل التحالف، جاءت في وقت حساس ودقيق، وحطمت جميع الآمال الطامحة لتحويل اليمن إلى شوكة في الخاصرة الخليجية والعربية والعبث بمقدراته و«دعشنة» شعبه، فيما يدرك الحوثيون أنفسهم أن «همجيتهم» لن تثني الإمارات عن التخلى عن مسؤوليتها التاريخية في الوقوف إلى جانب الحق والعدل وإرساء دعائم التنمية والأمن والاستقرار والسلام في ربوع اليمن والمنطقة والعالم، والشواهد في ذلك كثيرة والأدلة أكثر.
آن الأوان لأن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه الجرائم الحوثية، وألا يتخذ موقف المتفرج تجاهها، ويضع حداً لهذا العبث الذي تخطى كل الحدود، خاصة أن سياقه واضح، والمتورطون معروفون.
وليعرف الداعمون والصامتون ورعاة الفوضى في المنطقة أن الحوثي صار أعجز من أن يتحوّل إلى كيان سياسي، بعد أن أهدر كل خياراته، ليس على صعيد الحلول السلمية، بل في جبهات القتال أيضاً.. لأن هذه الجريمة حتماً لن تمر دون عقاب.