لا يجب أن يغفل العالم عن رأس الأفعى التي تدير، وتدرب، وتربي، وترعى، وتشجع، وتدفع وترفع من طغيان المخالب التي تغرس حوافها في جسد العالم، وتحيل أمنه واستقراره إلى طوفان من العبثية، والعدمية، والهمجية، والغوغائية، والعشوائية.
اليوم أصبحت الفلول الحوثية، مرتع عدوان، غاشما على أمن المنطقة والعالم، وصمت المجتمع البشري، وتهاونه، وتغافله، وتجاهله عما تقوم به هذه الجحافل الضالة، إنما هو سبيل لمزيد من طغيانها، يجعل من العالم غابة تصول فيه الهوام، وتجول الغاشيات، الفاشيات، المتمردة على القانون الدولي، مما يؤدي إلى المزيد من التدهور في الكيان الإنساني وسقوط الضحايا، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون لأجل أن يكسبوا قوت اليوم، لأفواه تنتظر اللقمة من ذوي ساعد أعزل، وضمير يتكئ على التلقائية، ومن دون أدلجة أو أصطفاف.
ولكن مهما تمت الإدانات، فإنها من دون الالتفات إلى رأس الأفعى التي تحتضن هذه المخالب القذرة، والتي تختفي تحت جلدها كالشيطان، وتحرضها، لكي تعيث فساداً في المحيط الإنساني، فإن الأمر سوف يزداد تأزماً، وتتسع فوهة المأزق لأن من أمن العقوبة أساء الأدب، وتمادى، في الانحراف، وبالغ في تخريب الجمال في الروح الإنسانية.
فالعالم اليوم مطالب بوقفة حازمة، جازمة، صارمة، شديدة المراس ولا تأخذها لومة لائم في محاسبة، الجناة وكل من يطور أدواتهم العدوانية، وكل من يضع إمكانياته اللوجستية، في خدمة أغراض التدمير، والخراب، لمنجزات الحضارة الوطنية لبلدان ساهمت في رفع المنسوب الحضاري، وقدمت للبشرية، مكتسبات مذهلة، واستطاعت خلال عقود من الزمن أن تصبح معلماً تاريخياً، وأيقونة عطاء، وقلعة بناء، وأنشودة خلود، والإمارات مثال ساطع، لهذه القلاع المنيعة.
العالم اليوم مطالب قبل أي وقت مضى أن يحزم أمره، ويقول كلمته الصريحة، والواضحة، ولا يقلب الصفحة عن قوى إقليمية، ومنظمات، نشأت على قذارة المسلك، وسوء التصرف، على العالم أن يوجه صرخته المدوية، وضربته المؤلمة لهذه القوى الشنيعة التي ترقص طرباً لمجرد أن يقوم ذيلها المسلح، بالإضرار بدول لا حلم لها إلا إشاعة السلام في العالم، ولم تفكر في يوم مقارعة الغدر بالغدر، على الرغم من قدرتها الفائقة على استخدام القوة لو أرادت ولكن شيمها الإنسانية، وقيمها الأخلاقية تمنعها من فعل ذلك، ولكن «للصبر حدود» ومن يعتقد أن دولة مثل الإمارات عاجزة عن الرد، فهو مخطئ، وربما يعيش في خداع بصري وأوهام المجانين.