الزهرة الرائعة العملاقة، زهرة الضوء والضياء والشمس، زهرة قوية وبديعة الجمال بلونها الأصفر القوي والناصع، إنها دوار الشمس وعنوان الحياة المتجددة، تصعد عالياً في شموخ الارتفاع والتحدي، تناجي الشمس وترسم دوارها الأصفر أو الذهبي، ذلك اللون القوي الواضح جداً في بريق اللون وزهوه، ويكفي هذه الزهرة الجميلة أن تأخذ من الشمس اسمها ومن استدارة هذه المشرقة دائماً لإضاءة الكون والوجد، الشمس عنوان الحياة وتجددها..
كم هي زاهية هذه الزهرة عندما تتفتح بقوة وبأحجام كبيرة، إنها زهرة توأم الشمس وشعاعها والمماثلة لها في الحقول الخضراء، هذه الزهرة تشرق بالجمال في الحقول الممتدة، خاصة في المناطق الخصبة والزراعية، بل إنها تتخطى روعة جمالها وبديع منظرها الذي يمدك بالفرح والسعادة والجمال، تتخطى نموها وانتشارها السريع في موطنها الخصب، إلى أن تمد الناس بالخير الكثير وأن تحتل مكانة مهمة في الحياة، بل إنها العمود الاقتصادي في بعض المناطق الزراعية، حيث قامت على إنتاجها المصانع وخدمت وأعانت الكثير من العاملين الذين ينتجون ويعملون في مصانع الإنتاج الزراعي، وعلى الخصوص زيت هذه الزهرة، الذي أصبح مادة أساسية في الغذاء، هذه الأسواق شرقاً وغرباً تعتمد على إنتاج هذه الزهرة العجيبة.
عندما تتأمل هذه الزهرة الجميلة تجد أنها قوية في الجذور والساق الناهض إلى استقبال الشمس، يصعد عالياً حاملاً أوراقاً كبيرة وقوية، الأخضر، ثم زهرة كبيرة صفراء يمتزج لونها مع خيوط الشمس وتنعكس الأشعة بقوة على المحيط الأخضر، ثم الزهرة الكبيرة المستديرة التي تعانق الشمس وتتبع سيرها ورحيلها وكأنها تقول أنا شمس الزهور البديعة في الأرض توأمك أيتها المشرقة بالضياء ومتتبعة إشراقك من البدء حتى الأفول، ثم أشرق من جديد في صباحك التالي، زهرة لا تشبه كل الزهور، تنهض من نومها المسائي تتفتح من الشروق وتظل راحلة مع رحلة الشمس حتى تودع توأمها في المساء. 
في المناطق الصحراوية قد تبدو قليلة التواجد ولا يعتمد عليها اقتصادياً مثل بعض المناطق الزراعية والأرض التي تنبت فيها هذه الزهرة بكثرة وقوة كبيرة، هناك حيث تتحول من زهرة للزينة والجمال عندنا في الخليج العربي وبعض الدول العربية إلى مادة وإنتاج قومي عند بعض الدول، تصدر إلى الكثير من الدول وتدر الخير الكثير وتدعم اقتصاد تلك البلاد.
نحن نراها زهرة للجمال والزينة، وأولئك يجدون أن لها عاملاً آخر مهماً في الإنتاج الزراعي الذي يوفر دخلاً كبيراً للمزارعين وأصحاب مصانع الزيوت النباتية..
من مدريد إلى الأندلس، تأخذنا الحافلة في رحلة طويلة إلى أشبيليا وقرطبة وغرناطة، لا تشعر بطول الطريق وامتداده الكبير، وعندما تدخل إلى المناطق الزراعية الواسعة ينتابك شعور بالسعادة وجمال هذا المسار البعيد، حقول واسعة من أشجار العنب التي تشكل عاملاً اقتصادياً مهماً، ثم يأتي الجمال من الحقول الكبيرة والممتدة لزهرة عباد الشمس تشعر بنشوة عجيبة وأنت تمر في هذه الألوان الزاهية لزهرة تعلن عن ابتساماتها المشرقة مع إشراقة الشمس، وكأن الأندلس تستقبل الناس بالزهور والورود وزهرة عباد الشمس، إنها عنوان الجمال وأيضاً مادة للإنتاج الزراعي والدعم الاقتصادي، أنت تفرح بجمال الزهرة وبديع لونها، والمزارع يفرح بالزهرة واللون الأصفر والذهبي وأيضاً بالإنتاج ودعمه المادي الذي توفره هذه الزهرة العجيبة، زهرة عباد الشمس لا تقبل غير العلو والشموخ والصعود وعالياً لمعانقة أشعة الشمس ثم مرافقة سيرها، حيث توجد الشمس تشرق الزهرة.