الحين.. من صدقها منظمة الصحة العالمية أن هناك إنفلونزا جديدة تسمى «إنفلونزا الطماطم»! يعني بعدنا في جدري القرود، ما عارفين شره من شره، وإلا هذه لعبة وحيلة من حيل وسائط التواصل الرقمي والاجتماعي التي لا نعرف صدقها من كذبها، خاصة وأن وسائل الإعلام التقليدي ما تزال تغط في زمنها القديم، زمن الأخبار البائتة، والوسائل الجديدة من خفتها وسرعتها وكأنها الريح الطائرة.
لا أعرف هل كل عدوى تلتصق بنا، مصدرها من الطيور والحيوانات، مرة إنفلونزا الطيور، ومرة الدجاج بالتحديد، ومرة إنفلونزا الخنازير، والتي لم نعرف مصدرها ولا سبب تسميتها، هل هي على أساس أن أنف المصاب يصبح زهرياً مثل خنزير بري، أم لها علاقة بالحيوان نفسه وما ينقله، وهنا فرصة للمتدينين أن يكيلوا كيلاً بلا شيل، ويحطوا على هذا الحيوان الذي أصبح مسخراً للتجارب الطبية، وما يمكن أن ينتفع منه طبياً، المهم جاءت حمى الخنازير، وهجم جنون البقر، وانتشر فيروس «ايبولا» في أفريقيا، وتسيد فيروس «زيكا» في أميركا اللآتينية، واستوردنا فيروس «سارس» من الصين، وقبلها أعربنا فيروس «الإيدز»، وبقينا نعد على أصابعنا حتى أعيانا العد.
واليوم.. ونحن بعدنا ما زلنا في الجائحة وتداعياتها، والتي بدأت بـ «كورونا وكوفيد»، ثم نعت بأرقام 19 حتى وصلنا إلى 25، ثم انتقلنا مع سلالته الجديدة والمتحورة، الفا وبيتا ودلتا ومكرون، ولا ندري إن كانت هناك خلايا منه نائمة، وستهلّ علينا مع أي هبوب.
طبعاً تذكرون «حمى تصدع الوادي»، والتي حسبناها في البداية اسم فيلم أو مسلسل تركي أو مكسيكي، حتى طاحت بالدبش والأنعام، وجعلت الضلف ضلفين،ثم انقطعت أخبارها ولا عرفنا ما هي هذه الحمى بالضبط، ولا الإعلام الصحي والتثقيف المجتمعي حاول أن يبسط موضوعها، ويرشد الناس بها، ويعرفها بطريقة صحيحة.
لا استبعد أن تهجم علينا مثل عادة كل صيف، موجات جديدة من أمراض وعلل لم نسمع بها، ولأنها متلاحقة، وتأتي تباعاً حتى إن الناس صاروا لا يصدقون ما تتناقله الأخبار، وهل هي أمراض حقيقية أم هي ضمن سيناريوهات نظريات المؤامرة، والحكومة الخفية التي تدير العالم من تحت أقبية مظلمة وباردة، كما يقول هواة المؤامرات الاقتصادية، والدسائس السياسية، معززين نظريتهم أن مثل تلك الأمراض لم تظهر في العصور القديمة، هو مرض واحد كان عندهم، ويلصقون فيه كل العلل وينعتونه بالطاعون، وكان يأخذ من عرض في الناس.