مرحلة اقتصادية جديدة دخلتها الإمارات ومصر والأردن مع تدشين «الشراكة الصناعية التكاملية»، في وقت دقيق وحساس يمر العالم خلاله بتحديات غير مسبوقة، بدأت مع تداعيات جائحة «كورونا»، وتضاعفت مع الأزمة الروسية- الأوكرانية.
10 مشاريع «فورية»، يتقدمها محور الأمن الغذائي، ضمن 5 قطاعات مشتركة تتضمنها الشراكة بمشروعات قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، تستند إلى أهداف استراتيجية، أبرزها: السعي لتحقيق نمو قائم على الاستدامة، وتحقيق سلاسل توريد مضمونة ومرنة، وتطوير صناعات تنافسية ذات مستوى عالمي، وتعزيز قطاعات التصنيع ذات القيمة المضافة، ودعم نمو وتكامل سلاسل التجارة بين البلدان الثلاثة.
رسائل كثيرة ودلالات متعددة تشير إليها الشراكة الجديدة، لعلّ أبرزها أن العلاقات بين البلدان الثلاثة تجاوزت في مضمونها نمطية الدبلوماسية العادية بين الدول، في ظل شراكة استراتيجية شاملة، مدعومة بأواصر أخوية واتساق في الرؤى وتنسيق مشترك في أعلى مستوياته.
كما لا يخفى ما يمكن أن نطلق عليه «الوجدان الاجتماعي المشترك» الذي أصبح رابطاً بين شعوب الدول الثلاث، ويستند إلى عوامل تاريخية وسياسية وثقافية واقتصادية، الأمر الذي يعكسه الترحيب الشعبي الكبير الذي لاقته الشراكة، خاصة أنها تعتمد على الاستفادة من الموارد والمزايا التنافسية الفريدة لكل دولة.
اليوم.. 3 عواصم عربية في طريقها لمغادرة موقع المستهلك بلا عودة.. 3 عواصم عربية تزيد ركائز قوتها ومنَعتها.. 3 عواصم عربية تطوّر صناعات تنافسية ذات مستوى عالمي، وتضمن سلاسل توريد غذائية مرنة، وتحقق نمواً قائماً على الاستدامة.
عبر العملاق الصناعي الجديد.. ستتم زراعة القمح في مصر والأردن باستثمارات إماراتية، مع الاستغلال الأمثل للقوة البشرية، والموارد الطبيعية، والخامات، وتوطين الصناعات والزراعة، والأدوية، والزراعة، والأغذية، والمنسوجات، والاستغناء عن حجم كبير من الواردات وتلافي أي أزمات عابرة للحدود.
لعلّ الرسالة الأعمق لهذه الشراكة هي أننا كعرب قادرون على الإنجاز والحفاظ على استقرار شعوبنا بما نملك من الموارد التي حبانا الله بها، وبما تمتلكه قياداتنا الرشيدة من رؤى مستقبلية تمكّننا من استشراف المستقبل، ووضع الخطط الفاعلة للتعامل مع آفاقه وتحدياته وفرصه.
بقي توجيه تحية خاصة جداً لقيادتنا الرشيدة التي تقيم كل يوم دليلاً جديداً على أن العلاقات الأخوية هي الأساس لصناعة مستقبل أفضل، بينما تعزيز التعاون وتنسيق الجهود من شأنه أن يجعل من أي طموح ممكناً وقريباً.