يطرق «الأبيض» الليلة باب أمل جديد من أجل التأهل للمونديال بمواجهة أستراليا في الملحق الآسيوي، والمباراة شأن كل المباريات الآن، ليست سهلة، وتحتاج لمهارات جماعية وفردية تتفق مع التغيير الكبيرة التي طرأت على اللعبة. 
دعكم من أرقام وتواريخ وتاريخ اللقاءات السابقة التي جمعت الفريقين، فالأرقام تظل مجرد أرقام تعود إلى الماضي، والمهم هو الأداء في الملعب الليلة.. فكيف يواجه منتخب الإمارات فريقاً يتسلح بالقوة البدنية وبالاندفاع، وطول القامة، وقدرات مميزة في ألعاب الهواء وضربات الرأس من الكرات العرضية والطويلة؟
مواجهة القوة البدنية، تحتاج إلى الجهد الجماعي، والتغطيات والمساندة، واللعب المباشر بتمريرات أرضية، وحذار من لعب الكرات الطويلة إلّا في أضيق الحدود، لاسيما إلى علي مبخوت أو كايو، كما جرت العادة. 
ولعل تشكيل وسط «الأبيض» سيكون عاملاً حاسماً في اللقاء، بلاعبين يملكون مهارة التمرير الدقيق وسط سيقان الدفاع الأسترالي، مثل عموري العائد للفريق بعد غياب أربع سنوات والمشاركة أمام جامبيا في ودية أخيرة انتهت بالتعادل 1/1، وجامبيا بالمناسبة أخرجت غينيا من دور الستة عشر في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة وغينيا قوة جديدة من قوى القارة، كما شاهدنا في مباراة منتخب مصر يوم الأحد.
كذلك الجهد البدني العالي من أسلحة اللعبة اليوم، وذلك بالدفاع الحديث الذي يحرم المنافس من امتلاك الكرة وسرعة استخلاصها وفي مباراة الأردن الودية التي جرت الخميس الماضي، قدم منتخب أستراليا ما عنده من مهارات، مثل الضغط العالي، واستغلال العرضيات والسيطرة على وسط الملعب ومع ذلك كاد منتخب الأردن أن يحقق التعادل، وكان تقدم بهدف، ثم خسر بهدفين مقابل هدف.
أروابارينا المدير الفني للأبيض قد يلعب بثلاثة لاعبين في وسط الملعب، ومنهم عموري، وربما عبد الله رمضان، وعلي سالمين وخط الوسط هو الذي قال عنه ميشيل هيدالجو مدرب فرنسا في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين إنه «صرخة الكرة الحديثة»، وهو أيضاً الخط المركزي الذي قالت عنه الصحف البريطانية في مطلع التسعينيات «إنه المربع الساحر، وأعضاء هذا الخط عليهم مسؤولية اختيار اتجاهات اللعب، وصناعة الفرص لزملائهم، وإفساد هجمات الفريق المنافس في مهدها»..
كان ذلك قبل 32 عاماً، وخلال هذا العمر، تغيرت كرة القدم، وزادت مهام الوسط، وأصبحت اللعبة أكثر صعوبة وأكثر تعقيداً.. كل التوفيق للأبيض في هذا التحدي الذي سيخوضه الليلة.. وكل الرجاء أن ينجح خط وسطه في إطار مربعه الساحر، في صناعة الفرص واستخلاص الكرة واستردادها سريعاً وإفساد حركة وسط الكانجارو الأسترالي، والحد من قفزاته.