هكذا تسير مركبة الإرادة الإماراتية مدعومة بقوة العزم ووعي القيادة بأهمية أن تكون الإمارات في ساحة العلم الوهج، والمهج، وتكون العلاقة مع العلم كعلاقة عضو الجسد بسائر الأعضاء.
هذه هي قصة النهضة العلمية الإماراتية، وهذه هي سيرة الحلم منذ بدء التكوين وإلى ما لا نهاية، لأن إرث زايد الخير، طيب الله ثراه، هو الوحي، وهو الوعي، وهو المسعى الأبدي الذي جلل الحكمة، بوشاح النور وكلل الفطنة بشال التنوير، مما جعل الرحلة إلى المستقبل مفعمة بالأمل، متوجة بخير النهل، مطوقة بأمنيات مثل ما هي أمنيات المحيط بأن يكون دوماً في الاتساع، يكون في كل الحالات في الهيبة ونعيم الجلال. 
عندما تكون القيادة في صلب العمل الوطني، وعندما يكون الوطن ما بين الرمش والرمش، وتحت الجفن وفي المقل يكون الجيل مقلداً بالظفر، ويكون النجاح مثل ثمرة الغاف منسدلة على أطراف العيون، ويكون نهر العطاء مركبة تحمل التطلعات على أجنحة الفرح، ويكون التفاؤل سجية الناس الأوفياء، ويكون العمل هو الطريق إلى تحقيق المنجزات العظيمة.
الإمارات محظوظة بقيادة حكمتها المضي قدماً وبلا توقف، وشعب لا يكل من فيض الحب لقيادة أمنت له دروب الوصول، ومهدت نواصي العلا.
هذه سيرة ذاتية لوطن تشابكت فيه الأيدي لقطف الثمرات، وتعانقت فيه العيون متطلعة إلى غد أكثر إشراقاً، ولحظات تألق أكثر بهاء، هذه سمة وطن قيادته وشعبه يمضيان معاً للوصول إلى قمة الجبل، ونيل المعالي، وملامسة مجد الحياة، وتسطير التاريخ بحروف من حبر القلوب العاشقة، وتأطير المشاريع العظيمة بأذرع الذين يقدمون الأرواح فداء لوطن يعطي من دون تردد، ويسهب في العطاء مثل ما هو النهر، مثل ماهي نخلة القيظ، مثل ما هي نحلة الشهد.
اليوم أصبح الفضاء كوناً فيه الإمارات جوهر التألق، وشبابها هم الأقمار وهم الأسبار، وهم النهار مضاء بشموس حدقات عيونهم واسعة التطلع، هم مكتشفو الأسرار في ذواتهم، هم معتنقو شيم الكبار في رحلتهم نحو العالم الآخر.
شبابنا هم حلمنا وهم علمنا وهم علمنا المرفوع عالياً، المبثوث في الفضاء شامخاً، راسخاً، يرفرف كأنه جناح النسر، ويهتف كأنه قيثارة الفنان في ساعة الإشراقة، ويصدح كأنه سيمفونية المبدع في لحظة الاستنارة.
شبابنا هم الكلمة الفصل في هذا العصر، عصر الإمارات بلا منازع، عصر الأقوياء وذوي الشيم العالية والسجايا العريقة.
شبابنا اليوم يعيدون كتابة التاريخ ويسجلون في كتاب الشرف الرفيع أعظم الملاحم، وأجمل الفصول، ويقارعون نجوم الفضاء بعقول لا ينشف حبرها ولا يجف سبرها لأنهم عيال زايد.