كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمام «منتدى الاقتصادات الرئيسة» بشأن الطاقة وتغير المناخ، حملت رسالة الإمارات إلى العالم ورؤيتها في التعامل مع التحديات التي تواجهه، بالتعاون البناء وتضافر الجهود، مؤكداً سموه «أهمية ترسيخ السلم والاستقرار في العالم لكونهما أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة». مشاركة الإمارات في المنتدى الذي استضافه الرئيس الأميركي جو بايدن وبحضور قادة أكثر من 17 دولة من «الاقتصادات الرئيسة»، تجسد المكانة الرفيعة للدولة ودورها المحوري على الساحتين الإقليمية والدولية، وتقديراً لإسهاماتها المتميزة مع المجتمع الدولي والفعالة لتقديم حلول للتخفيف من تداعيات تلك التحديات التي تواجه العديد من المجتمعات، وأضفت عليها قضايا الطاقة والتغير المناخي أعباء جمة. 
كما عبر عن انخراط الإمارات بقوة في العمل المناخي لتعزيز إسهاماتها في المجال، حيث استثمرت أكثر من 100 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة في ما يزيد على 40 دولة حول العالم، إلى جانب جهودها ومبادراتها لخفض الانبعاثات الكربونية ومساعدة العديد من الدول النامية على مواجهة تلك التحديات، وها هي تستعد لاستضافة العالم في مؤتمر الأطراف «كوب28» ليكون منطلقاً لتحقيق المزيد من التقدم في مواجهة تداعيات تغير المناخ.
لقد كانت رسالة إماراتية لتذكير العالم بأهمية ترسيخ قيم السلم والسلام والاستقرار التي تعد من أهم مفاتيح الوصول لتحقيق التنمية المستدامة للشعوب، وأهمية الاعتناء بالإنسان كونه الحلقة الأهم في بناء المجتمعات، وضرورة التعاون للخروج بحلول للقضايا والتحديات التي تواجه البشرية اليوم في مجالات الطاقة والغذاء والاقتصاد والأمن وتراجع الموارد الأساسية.
ومن خلال التعاون الذي دائماً تدعو إليه الإمارات تظهر الفرص وتبنى لتجاوز تلك الأزمات والتحديات، وهي دعوة تستند لتجارب ملهمة ونجاحات ملموسة حققتها الإمارات على مدى العقود الماضية من تجربتها التنموية وعلى مختلف الصعد، ومنها العمل البيئي، والذي يستند للإرث الخالد للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد الحكيم الذي آمن مبكراً بقدرة الإنسان على أرض هذا الوطن الغالي على تطويع الصحراء ومواجهة التحديات البيئية والمناخية، ونجح في تجاوزها وصنع تجربة ملهمة في استزراع الأراضي القاحلة والتصدي للتحديات المناخية.
كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد دعوة متجددة للتعاون الدولي انطلاقاً من الرؤية الإماراتية لحشد الطاقات والموارد من أجل سلامة الكوكب الذي نعيش عليه، وتوفير العيش الكريم والأمن والاستقرار للجميع.