بالأصالة عن كل «هِيْزّ» في هذه الدنيا العودة، وبالإنابة عن كل واحدة «فاكّة نطعها»، ولا تعرف أن تظهر ما في القدر بالملاس، أوجه خالص شكري وامتناني للشعب الصيني العظيم الذي يسهر والناس نيام، يخترع والناس صيام، يصل الليل بالنهار، والناس على هواتفهم قيام، تحية لكل مخترعاتهم البسيطة التي تسهل وتيسر علينا كثيراً من الأمور في هذه الحياة، والتي نستعملها منذ فجر التاريخ، لكن لم تتفتق بصائرنا، ولا خطر على بالنا أن نعمل فيها العقل أو نمعن فيها النظر، رغم أن وسع العيون عندنا، قياساً بالعيون الصينية، «ولا عيون بقرة شايفة حريقة»! المهم الشكر كان واجباً أولاً، والامتنان ثانياً على صناعات الصين العجيبة والغريبة، والتي تأتي في محلها، ووقتها، يعني «فنخ اليحّه» اللي نتضارب علشان نسويه مثلثاً، اخترعوا له ماكينة كبر الطاسة العودة، ما عليك إلا تحط فيها اليحّه، وهي تقصها وتقشرها وتفنخها لك، وتشيل حبّها، وعليك بالعافية، البرتقال اللي يجعلنا نطعمه مثل «الترني» بسبب صعوبة تقشيره، فتظل البرتقالة في السلة حتى تذوي، مما يجعلنا نعاني من نقص فيتامين «سي» الضروري باستمرار، الصيني «هان» ما هان عليه، ما نحن عليه، فكر مليّاً، ووجد له الحل، اختراع صغير يلبس البرتقالة طاقية بلاستيكية ذات سكاكين صغيرة، دقيقة وتجهزها لك «فنخ.. فنخ»، وتهنوا بها، الإبرة اللي تتعب الأمهات والجدات خاصة بعد ما يقل النظر وتستدعي صغارها ليساعدوها في إدخال الخيط في الإبرة، ويتم الصغارية يتمننون على الجدة والأم، الصينيون حسموها، ماكينة صغيرة مثل كاميرا الحجاج إذا تتذكرونها اللي تراوينا مشاهد بانورامية عن مكة والمدينة والمشاعر، فقط حط الخيط وهي تلقطه وتدخله في الإبرة في حركة واحدة، وخلّ الخيط إذا في أمه خير ينسل من الإبرة، في ناس من الهيازة يتعبون يدخلون الزربول في أرجلهم أو الجوارب التي من الصعب جعل كعبها ملاصقاً لكعب الرجل، الصينيون حلوها من زمان، عملوا أماكن لتدخيل أصابع القدم في الجوارب، مثل قفازات اليد، تعجز عن حمل مظلة أو مطرية وترتبك في فتحها وإغلاقها، الصينيون ما عندهم مشكلة خلوها مثل القبعة، وتفتح في المطر، شو بعد! 
لومية ما تقدر تعصرها ادخلها في ماكينة بحجم الإصبعين الإبهام والسبابة وبتعصر لك اللومي الأخضر الدغو أو اللبناني الأصفر، ما تفرق عندها، حرمة تتشكى من تثريم البصل، ويخليها تدمع وتخرب كحل عينيها أو تعجز عن دق فص الثوم، عند الصينيين مكائن بلاستيك ثمنها أقل من سعر ربطة الرويد، تثرّم البصل وتدق الثوم، وقصورها تحطه لها في القدر، منعاً للملامسة، المواطنون ومشكلاتهم المتعددة مع «الشارجر» ونسيانه وأعطاله، قاموا الجماعة - مب جماعتنا- مشكورين، وسووا لنا «الشارجر» مثل أذرع الأخطبوط، يعني مستحيل ما يشتغل مع كل الأجهزة، ومستحيل يضيع أو تقول نسيته، ومستحيل يخرب أو يقول لك واحد والله سلفني «الشارجر» نسيت مالي، إذا سووا لنا الدلة بفناجينها، وزهاب البر في شنطة وحدة، وريحونا من الضرابة مع الوزار، وكثرة ما ينصل خاصة في أعمار أمتي من المتقاعدين، عثره.. كل راسماله «شيط ميط» وانتهت الحِيّة.
بصراحة لازم نشكر الشعب الصيني على حدة ذهنيته، وذكائه المفرط، وعلى أنه يفكر أن يوفر كل ما يجعلنا سعداء ومنعمين ومستهلكين محترمين، يعني رمانة تحبها وتعجز عن الوصول للبها، والسبب قشرتها، الصينيون لديهم الحل الناجع، إذا الأناناس تلك الثمرة الصلبة التي تنتصف سلة الفواكه دوماً، وتتم في مكانها، ولا يجسر أحد أن يقترح بتقطيعها وتقديمها لأنها بصراحة «عبولة ما بعدها عبيلة» مثل رأس الذبيحة الكل يتعازم عليه، ويقدم أخاه عليه، الصينيون لم يتركوا الناس تتعارك وتحلف على شيء عندهم «ما يرزا»، سووا ماكينة تصلح لثمرة الأناناس، وفي الوقت عينه تصلح لكسر رأس الذبيحة، يا الله شو تبون أيها المواطنون الكرام بعد من الصينيين العظام؟!