لصندوق أبوظبي للتنمية مكانة خاصة في القلوب، راسخة في ذاكرة الوطن، إذ يعد من أقدم مؤسسات الإمارة، ويعود تأسيسه لما قبل قيام دولة الإمارات بشهور، حيث تأسس في يوليو 1971 بتوجيهات المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليجسد رؤاه في دعم التنمية وتمويل مشاريعها في الدول الشقيقة والصديقة. وتولى فقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، رئاسة مجلس إدارة الصندوق حتى 2004، عندما تولى رئاسة الدولة خلفاً للمؤسس. وقد كان مجلس إدارة الصندوق يضم كوكبة من رجالات الرعيل الأول الذين أسهموا بأعمالهم الجليلة في ترسيخ قواعد ولبنات صرح الإمارات الشامخ.
اليوم يواصل الصندوق الدور الريادي للإمارات في دعم مشاريع التنمية للأشقاء والأصدقاء، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي قدم للعالم أرقى صور التضامن الإنساني خلال أزمة «كوفيد 19» تحديداً، عندما أغلقت العديد من الدول الكبرى مطاراتها وانغلقت على نفسها، بينما كانت ناقلاتنا الجوية الوطنية وبتوجيهات من سموه تنقل مئات الأطنان من الأدوية واللوازم الطبية واللقاحات لمساعدة الأطقم الطبية للعديد من دول العالم على تجاوز تلك الظروف الصعبة دون تمييز للون أو عرق أو معتقد، ليس ذلك وحسب، بل وإجلاء وإخلاء العالقين ممن تقطعت بهم السبل في الأيام الأولى لـ«الجائحة» واستضافتهم في المدينة الإنسانية قبل نقلهم إلى أوطانهم.
شهدنا قبل أيام صورة بهية لإسهامات الصندوق في دعم الأشقاء، من خلال مشروع استراتيجي، يؤكد النظرة التكاملية للإمارات في التعامل مع التحديات، وذلك بمساندة المملكة الأردنية الشقيقة على تنفيذ استراتيجيتها الوطنية للأمن والغذاء 2025، فقد دشن صندوق أبوظبي للتنمية مشروعي توسعة صوامع تخزين الحبوب في منطقتي الجويدة والعقبة بالأردن، والذي يهدف إلى رفع السعة التخزينية لهذه الصوامع، لتصبح ‏‏‏‏‏‏‏‏450 ألف طن، بقيمة إجمالية تبلغ 258.7 مليون درهم، من خلال المنحة التي خصصتها الإمارات في عام 2012 للأردن، بقيمة 4.6 مليار درهم، ضمن برنامج الصندوق الخليجي للتنمية. 
المشروع إلى جانب دوره في تعزيز الأمن الغذائي، يساهم في تلبية احتياجات الأفراد من السلع الغذائية الأساسية، والحفاظ على معدلات أسعار مقبولة، إلى جانب توظيف مئات العاملين، وتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية في المنطقة.
كل التقدير لجهود صندوق أبوظبي للتنمية والعاملين فيه، وحفظ الله الإمارات منارةً للخير وسنداً للجميع.