بالأمس رُفعت الأعلام المنكّسة، إيذاناً بمغادرة الإمارات فترة الحداد الرسمي لرحيل فقيد الوطن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، ولكن تظل ذكراه وبصماته وأياديه البيضاء ومكارمه خالدة في القلوب، وجلائل إسهاماته شامخة في إعلاء صرح الوطن، شاهدة على رحلة شهم كريم لعقود جمة في مختلف مراحل بناء الدولة والعمل الوطني، والتي تسلّم رايتها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتتواصل مسيرة الخير والنماء والرخاء والتقدم والازدهار على دروب مئوية الإمارات.
خلال فترة الحداد، قدمت الإمارات للعالم أروع صور الوفاء والالتزام والتلاحم الوطني، من الانتقال السلس للحكم الذي أبهر العالم، ومروراً بإبراز حجم المنجزات والمكتسبات التي تحققت للوطن في رحاب عهد التمكين الذي قاده فقيد الوطن على امتداد الأعوام الثمانية عشر الماضية.
كان كل قطاع من قطاعات الحياة والعمل في كل المجالات يروي للتاريخ والأجيال ما حظي به من رعاية واهتمام ومتابعة على يد فقيد الوطن، ليبني ما وضع لبناته وقواعده الأولى المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله، نبع الحكمة الذي ينهل منه الجميع، ووضع أسس نهج واضح المعالم والخطوط، عنوانه العريض الاعتناء بالمواطن وإعلاء شأن الوطن وترسيخ مكانته بين الأمم، ومد جسور التعاون بين الشعوب، ووصل كل محتاج أينما كان دون تمييز، انطلاقاً من القيم الإماراتية الأصيلة الداعية للتكاتف والتآزر ونبذ الفرقة والاختلاف.
شهدت فترة الحداد واحدة من أنصع صور التلاحم الوطني والالتفاف حول قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتجديد عهد الولاء والانتماء، لتمضي المسيرة نحو مساراتها الطيبة المباركة بكل إصرار وعزيمة- نستمدها من سموه- على دروب تحقيق الطموحات والآمال المنشودة، لتكون الإمارات من أفضل دول العالم. 
مسيرة يظل المواطن فيها دائماً المحور والمحرك في مختلف الخطط والبرامج لإسعاده والارتقاء بمستواه في شتى المجالات وعلى مختلف المستويات.
 ولقد كان سموه صانع برامج بناء الإنسان، انطلاقاً من رؤيته السامية في بناء الأجيال والتي نلمس نتائجها اليوم في وجود الكفاءات الإماراتية عالية التعليم والتأهيل في مختلف التخصصات النادرة، وأمامنا تجربتا مشروع الإمارات للطاقة النووية السلمية والقطاع الفضائي. وهي الرؤية التي هندست التوسع في القطاعات البحثية والعلمية، وتعزيز وجود الكوادر الإماراتية فيها، لجعل الإمارات واحة ومنارة للعلم، وتحقيق ريادتها في المجالات والميادين كافة.