لم تسلم دولة ولا شعب من سهام الكراهية، لأن العالم صحا في الصباح ووجد أمامه كتلة من الجحيم تتدحرج على سفح من الجهل، وعمى البصيرة الأمر الذي جعل العالم يعيش حالة استثنائية من الرعب والخوف على المال والولد، لأن الكراهية بنيت على رفض الآخر، ونبذ العقل، واستخدام الأنا وسيلة للتدمير والتسلق على الأكتاف، والوصول إلى الأهداف الذميمة بسفك الدماء، وتشريد الأبرياء، وإعدام الضمير وصلبه على جدران الوهم، والفكر العقيم.
كل الدول الآمنة المستقرة فقدت رحلتها مع الأمان عندما استوطنت الكراهية منازلها، وتمكن البغض من أفئدة البعض من أبنائها وصارت أوطانها مكاناً لتمزيق الثوابت الدينية، وتحويل العقيدة إلى مواقد لحرق البديهيات، الأولويات ولا أولية تسبق حب الوطن ولا مكان لدين يشعل قمصان الحلم ببنزين الأنانية، ولا مجال للجدل في حب الأوطان.
ما فعله الإرهاب، هو ذلك الغي والبغي، والسعي إلى تلوين الحياة باللون الداكن، وتحويل سبورة الحياة إلى خربشة، وخطوط حلزونية لا تعني شيئاً سوى أنها صادرة من عقل تراكمت عليه عقد النقص، وتزاحمت حوله نفايات التاريخ، وامتلأت جعبته بمقولات ناتئة، شاذة لا تنسجم مع مخلوق كرمه الله على سائر الكائنات وجعله خليفته في الأرض.
اليوم نجد الإمارات تستنهض الروح البشرية وتنادي بالصوت العالي تعالوا لنحطم التابوهات والطوطمات التي صنعها الحقد، وتجاوز حدود المنطق في زراعة الوهم، وترسيخ مبادئ الجهل أولاً.
اليوم الإمارات تقوم بدور مقدس، وتعمل على ملاحقة كل مشاء بنميم، عتل معتد أثيم.
اليوم الإمارات تعمل جاهدة بفضل النجباء المخلصين على إعادة الحق لأصحابه، وترتيب البيت الإنساني بحيث تسير القافلة البشرية نحو المستقبل من دون عوائق ولا عراقيل تعثر خطواتها.
اليوم الإمارات تفكر بعقل جماعي، لأنها على ثقة بأن العالم يعيش على ظهر قارب واحد وسلام شعب من الشعوب، هو سلام لكل العالم، وهذه هي القناعة التي بنيت عليها وحدة الوجود البشري، ووحدة المصير. 
وما لمسناه في الآونة الأخيرة في الاجتماع الإبراهيمي على هذه الأرض الطيبة، إنما هو الدليل الدامغ على رؤية الإمارات الواضحة والصريحة في هذا المجال، وهي أننا كرمنا من قبل الخالق بأعظم الرسالات، ويتوجب علينا أن نصونها بوحدتنا، وتكاتفنا وسعينا إلى حماية الرسالات الثلاث من السطو والتحريف، والتجريف.
نحن بحاجة إلى اجتماع العالم على كلمة سواد تحمي الديار، وتمنع عنها المخالب الضارية وتدفع عنها شرور الحاقدين.