لا يمكن لأمة تأكل من صدر أرضها، إلا أن تكون في صدارة العالم في النمو والرقي والتطور، ولا يمكن لأمة تغرف من معين تربتها، إلا وأن تتحرر من قيود الآخرين. لا يمكن لأمة تنبت الزرع، وتسقي الضرع إلا وتضع للمستقبل معالم بهجة، وأسس تاريخ لا ينضب خيره، ولا يسغب أهله. هكذا دوماً تفكر القيادة الرشيدة، في صناعة غدها، وتوفير قوت شعبها، وترسيخ الزرع كسبر للخلود، وإكسير للوجود، ونهضة لحضورها بين العالمين، وسطوع لنجمها في سماء الكون من دون تصهد ولا تنهد.
هكذا هي الإمارات اليوم، تبدو في الحياة زهرة متألقه، تهفهف على جبين شعبها بأجنحة الرخاء، ذاهبة في التاريخ منسجمة مع معطيات العصر بكل فخر، واعتزاز، وتقدير لما تملكها من ملكات الإبداع في كل مجال، وفي كل ميدان.
عندما تصبح الصحراء نجوداً ريانة بالبذل، وعندما تصير الرمال الصفراء ذهباً بلون الزمرد، تصير الحياة فرحاً، وتضحى المشاهد برونق الزرقة السماوية، وصفاء الأنهار، ورخاء السهول اليانعة، والمروج اليافعة. 
التنمية الزراعية المستدامة هي الرصيد الأجدر في بناء منازل الاكتفاء الذاتي، وتشييد حصون المنعة والرفعة، وإنارة طريق الناس بخير الأرض، وجهد الأهل، وبذل كل المخلصين والمتفانين من أجل إمارات بسعة المحيط، ومهابة الجبال، وجلال البحار، ورقعة السفوح التي تحتضن الغافة، كما تحصن النخلة من الذبول.
هذه الإمارات اليوم تبدو في الواقع مثالا للدولة المبدعة وتعمل القيادة دوما على وضع المكان في أعلى المراتب، وأعظم المستويات، مقارنة بدول أخرى تسعى جاهدة للاحتذاء بهذا النموذج المثالي في صناعة حزمة المشاريع المدهشة، وصياغة اللون الزاهي في مختلف الأصعدة.
اليوم الإمارات تبني جدران المناعة بجهود أبنائها مكللة بدعم من قيادة آمنت بأن الحياة عمل، وجهد وبذل وعطاء، لا مستقبل لأمة من دون هذه القناعات.
اليوم الإمارات تقوم بتلقيح الفكرة بمقومات تضاهي المضادات الحيوية لكل معضلة، ومعقبة، ولا تتوقف الجهود عند حد، أو جملة، بل القطار السريع ماض في الرحلة، متجها نحو العلا، كاسراً حاجز الرهبة. 
اليوم تسير الإمارات بركاب السرعة وبطاقة إيجابية، ومشاعر لا تعرقلها ريح ولا تجهض مساعيها تباريح، لأن الحلم طائرة تفوق سرعة الصوت، ولأن الطموح مسبار أمل في كل الأحوال.
اليوم الإمارات سباقة في حل المسائل المعقدة، وتفكيك حزم العقبات من أجل عالم يعيش في سلام النعمة ونعيم السلام.