بنجاح باهر اخُتتمت في عاصمتنا الحبيبة فعاليات منتدى «اصنع في الإمارات» والذي انطلق تحت شعار «استثمار.. شراكة.. نمو»، ويُعد الأول من نوعه الذي نظمته وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالتعاون مع «التنمية الاقتصادية» في أبوظبي لمدة يومين، بحضور 1800 من ممثلي القطاع الصناعي والمستثمرين و24 جهة عارضة من كبريات الشركات الصناعية، والجهات الحكومية والمؤسسات التمويلية، في الدولة.
نجاح ثمرة الإيمان برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قائد يملك قدرات ورؤى استشرافية بالإمكانات المتاحة والواعدة لاقتصادنا الوطني وتوطين الصناعة والمعرفة والتقنية المرتبطة بها، وهو ما نلمسه في ظهور العديد من الأذرع والقنوات الداعمة لهذه التوجهات لضمان الاستدامة ومستقبل الأجيال القادمة على دروب مئوية الإمارات 2071.
 لقد كانت تلك الرؤية والتوجيهات السامية - وكما أكد معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، «منطلقاً للاستراتيجية الصناعية الوطنية وخطط الاستعداد للمستقبل، والمساهمة في تنويع واستدامة الاقتصاد والاستفادة من المزايا التنافسية للدولة في بناء قطاع صناعي قوي، وصولاً إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي وزيادة الاعتماد على المُنتج المحلي».
 لقد جعلت قيادتنا الرشيدة -انطلاقاً من تلك الرؤية الشاملة- من الظروف والتحديات التي مرت بالعالم فرصاً ركزت من خلالها على مسارات «الاعتماد على النفس، وتوطين القطاعات الصناعية الحيوية، خاصةً المرتبطة بأمن الغذاء والدواء، والاحتياجات الأساسية لضمان استدامة الأعمال، واستمرارية نمو الاقتصاد»، وبناء أرضية صلبة وقاعدة اقتصادية قوية لتحقيق طموحات الاكتفاء الذاتي في عدد من الصناعات والمجالات الحيوية، لتكون «حصانة لاقتصادنا في مواجهة الأزمات العالمية».
 شهد المنتدى إعلان الشركات الوطنية الكبرى المشاركة التزامها بتوفير 110 مليارات درهم من خلال اتفاقيات الشراء المحتملة، كما شهد استعراض فرص تتيح زيادة التصنيع في 11 قطاعاً صناعياً أساسياً، وأكثر من 300 منتج معروض للتصنيع محلياً، ما سيسهم بمبلغ 6 مليارات درهم سنوياً في الناتج المحلي الإجمالي للدولة. وتوقيع 32 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين جهات حكومية وشركات صناعية وتمويلية، لتنويع واستدامة القطاع الصناعي وتعزيز مساهمته في الاقتصاد الوطني، والإعلان عن مجموعة من الفرص والحوافز الجديدة للمصنعين في الدولة، وتسهيل دخول المنتجات الإماراتية لأسواق جديدة.
أرقام تتحدث وطموحات تعانق السماء لوطن يسابق العالم نحو المركز الأول دائماً، وشكراً لمن صنع من «اصنع في الإمارات» قصة نجاح تُروى للأجيال والعالم.