تسرُنا التقارير الدولية التي تتحدث عن التسارع اللافت الذي تشهده القدرات التنافسية الصناعية لبلادنا، في الخمسين الجديدة.
آخر هذه التقارير صدر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، التي صنفت الإمارات بالمرتبة الأولى عربياً في تقرير الأداء الصناعي التنافسي لعام 2022، مشيرة إلى القفزات الكبرى التي حققها القطاع مؤخراً.
دوافع كثيرة تقف وراء هذه القفزات، أبرزها: الأسس السليمة التي وضعتها الإمارات للنهوض بالقطاع، ضمن استراتيجية للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام للخمسين عاماً المقبلة.
فلقد آمنت قيادتنا الرشيدة بأن الصناعة هي أحد أقوى الجسور المؤدية للمستقبل، وأن تطويرها هو تطوير لاستقرارنا الاقتصادي، ومكانتنا العالمية، ومستقبل أجيالنا المقبلة.
ومن هنا.. عملت على امتلاكنا بنية مؤسسية مواكبة لعصر التكنولوجيا، واستحدثت منظومة سياسات وبرامج واستراتيجيات وطنية للتصنيع، وتسعى لتحقيق اكتفاء ذاتي في العديد من الصناعات الحيوية، والارتقاء بجودة المنتج الصناعي المحلي، ودعمه وترويجه محلياً وعالمياً.
أمر آخر، ربما لا يعرفه البعض، وهو أن الإمارات كانت الدولة الأولى في العالم التي تؤسس مجلساً وزارياً للثورة الصناعية الرابعة، وفق سياسات استباقية تستثمر في التعليم والمعرفة والابتكار، ما جعلها أكثر استعداداً لاستحقاقات القفزة الصناعية الحالية والمقبلة، وأهَّلها لتكون مختبراً عالمياً لنماذج تلك الثورة وتطبيقاتها ونجاحاتها.
كل ذلك يجعلنا متفائلين جداً بمستقبلنا الصناعي، بما لدينا من موارد، وإمكانات وسياسات فاعلة، وإرادة قيادية واعية، تتصدى للتحديات، وتبتكر الحلول، وتفكر خارج الصندوق، وتتجاوز سقف التوقعات.
وبالنهاية نقول: ثمة منتجون ومستهلكون في هذا العالم، ومنْ أراد أن يكون له موقع تحت شمس الغد، فعليه أن يغادر مقعد المتلقي إلى مقعد المنتج، ليكون قادراً على قطع الجسر بسرعة إلى المستقبل.. وهو ما تفعله الإمارات الآن.