هكذا أرادت القيادة أن تجعل من المرأة طائراً بأجنحة الإبداع العملي، وهكذا صارت المرأة في الإمارات حمامة سلام وجناح تحليق، وهكذا بدت الحياة في بلادنا عامرة بالأنامل الناعمة، مزدهرة بنقش الحناء على كفوف العمل الوظيفي بكل ما تعنيه الكلمة من فصاحة وحصافة وبلاغة ونبوغ، وبلوغ إلى الغايات الرحبة وصناعة المستقبل بعقول لا تعرف التمييز، وقلوب لا تنبض إلا بحب الحياة، وشغف الانتماء إلى عالم يتحلى بقلادة الطموحات التي لا تعرف المستحيل ولا تتوقف عن كأداء ولا تتمهل في كسر الحدود.
هكذا نراها اليوم، امرأة تطرق أبواب التطلعات بكل شيم وقيم زرعتها القيادة الرشيدة في الضمير الإماراتي، حتى بدت الإمارات متميزة، في مختلف المجالات، استثنائية على جميع الصعد مدهشة في بزوغها، مذهلة في بروزها، ممتلئة بالسعادة وهي تهتف بصوت التلاحم مع الوجود، في وحدة مبهرة، وفي تداخل مع الآخر، برونق الحياة الزاهية بألوان العطاء، وأشكال البذل، وهو المعطى الحضاري الذي تنشده الأمم الراقية.
وهو النسيج الحالم بعالم نقي صفي، بهي، جزيل الجهد، يفيض ما تحتاجه الحضارة من تطور، ونمو، وازدهار، ومكوث عند مواقع النجوم، ولبوث عند مواطن الأقمار.
هذه هي المرأة التي خرجت من تجربة الصحراء النبيلة، وهي تحطب في الميادين العلمية، وتعلق آمالاً على قدراتها الفذة، وإمكانيتها البديعة، وملكاتها الجزيلة.
المرأة في الإمارات اليوم تتبوأ المراكز المتقدمة، وتأخذ بألباب الصعود بكل لباقة وأناقة الأنثي التي كرمها الله بتحملها الصعوبات، وصبرها وصمودها، وتجاسرها من أجل تحقيق الأمنيات بكل جسارة، وصلابة، وجدية، مدفوعة برؤتها إلى الحياة، كما هي سنة العلاقة ما بين الإنسان والطبيعة، وهي علاقة التكامل ما بين المرأة والرجل في بناء أعمدة الوطن، وتشييد أركانه بقوة الإرادة، وعزيمة النفس المطمئنة.
هكذا تبدو المرأة اليوم في الإمارات، سباقة في ترتيب المشاعر، لتحقيق المنجزات الكبرى التي وضعت سياستها قيادة حكيمة، مؤمنة بدور المرأة، كرديف للرجل، وحليف موثوق في صياغة الأحلام العظيمة، وتنسيق الأزهار في حديقة العمل الوطني.
هكذا أصبحت المرأة التي وضع لبنة رعايتها المغفور له الشيخ زايد الخير، طيب الله ثراه، وسارت القيادة الرشيدة على أثره لتحقق ما تمناه وطمح إليه، وما دأبت في ترسيخه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك - أم الإمارات - رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
تضافر كل هذه الجهود النبيلة هو كل ما أثمر، وازدهر في عقل المرأة، لتصبح اليوم أيقونة التقدم في بلادنا، يشار إليها بالبنان.