يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اليوم، زيارة دولة للجمهورية الفرنسية الصديقة، في أول زيارة خارجية لسموه منذ توليه رئاسة البلاد، بما يجسد المستوى الرفيع للعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، ويبحث خلالها مع فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدفع بها نحو آفاق أوسع وأرحب تبنى على إرث من التعاون البناء والمثمر الممتد لأكثر من 50 عاماً.
وتجيء الزيارة بعد مشاركة متميزة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في قمة جدة للأمن والتنمية التي استضافتها المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتقى سموه على هامشها بالرئيس الأميركي جو بايدن وعدد من كبار مسؤولي الدول الشقيقة المشاركة.
حضور جسد المكانة الإقليمية والدولية المرموقة للإمارات، وحرص سموه على تأكيد دورها المحوري كشريك رئيسي في استقرار وازدهار المنطقة والعالم، والمضي في نهجها وسياستها القائمة على التوازن وتوسيع قاعدة المصالح مع دول العالم وتعزيز نهج الاستقرار والازدهار لما فيه تحقيق تطلعات الشعوب في الحياة الكريمة.
نهج يمثل صوت الحكمة والاعتدال الصادح دائماً من منارة الحكمة والتسامح، بلاد زايد الخير، وقد باتت مركز إشعاع حضاري للقيم العظيمة التي رسخ قواعدها مبكراً المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من التسامح وحسن التعايش والتعاون مع الجميع ومساعدة الجميع دون تمييز. ويحل سموه ضيفاً فوق العادة على فرنسا بعد أيام من احتفالها بيومها الوطني، والذي انطلق بذات القيم المشتركة التي تشاطرها إياها الإمارات.
تشهد باريس اليوم احتفاء غير مسبوق بضيف غير عادي وصديق تغمره بكل صور الاحتفاء والتقدير والامتنان لدوره وإسهاماته على امتداد السنوات والعقود الماضية في الدفع بالعلاقات بين البلدين الصديقين لمستويات متقدمة من الشراكة والتعاون، وتميزت بالاهتمام بما هو أعمق من الصفقات التجارية أو العسكرية، وإنما الاعتناء ببناء الإنسان وانفتاحه على الثقافات والحضارات الإنسانية، انطلاقاً من رؤية سموه بأن انفتاح الإنسان على الثقافة مفتاحه للانفتاح على القيم العظيمة من التسامح وحسن التعايش والتعاون. رؤية أثمرت على هذا الصعيد وجود مؤسسات تعليمية وثقافية فرنسية رفيعة الطراز على أرض الإمارات، لعل في مقدمتها جامعة السوربون وكلية انسياد ومتحف اللوفر، وسيظل مسرح خليفة بن زايد في قصر فونتبلو التاريخي خير شاهد على عظمة الرؤية وصاحب الرؤية الذي يضيء اليوم عاصمة النور بأنواره، حفظه الله ووفقه في حله وترحاله.