لا تبرز معضلة إنسانية، إلا يد الإمارات ترياق وبلسم، يضمد الجروح، ويزيل القروح، ويبعث على الطمأنينة وإعادة البسمة على وجوه المكظومين، والمهمومين والذين في عيونهم سغب. هذه سيرة دولة لا تقف على الرصيف وتراقب الغرقى، بل لا من مجاديف الإغاثة ما يمنع الضرر ويدفع الشرر عن الناس أجمعين، إيماناً من القيادة الرشيدة بأننا نسكن في منزل واحد في هذا العالم، وإن شكى عضو، تتداعى له سائر الأعضاء بالغوث والمساعدة، وكشف المعاناة، عن صدر ونحر. هذه هي الإمارات اليوم تقوم بدورها الإنساني، المحوري، وتقف على الأحداث الإنسانية موقف السخاء والعطاء من دون حدود، الأمر الذي جعلها في العالم الشجرة وارفة الظلال، والسحابة الثرية بماء النجاة من شح، وقتر، هذه الإمارات اليوم تعمل جاهدة على توظيب مشاعر الناس أجمعين، وترتيب معانيهم وتشذيب قلوبهم من الضنك، والتعب، هذه هي الإمارات الكلمة الطيبة التي جذرها في الأرض، وفرعها في السماء، وما بين الجذر والفرع، تبدو وردة الحياة يانعة، يافعة، تبوح بعطرها في فضاءات الدنيا حتى أصبحت اليوم في السيرة ملحمة عطاء، وفي التاريخ أسطورة بذل، وعدل، وجذل، وهي في الدنيا منطقة ترفل باخضرار القلوب، وسعة الرؤية، ولهذا السبب أصبحت هذه الدولة كشمس أهدابها من ذهب، ونورها من سناء العقول النيرة، وقوتها من صلابة إرادتها، وحب الآخر لها من عزيمتها في بسط جناح الحب في كل جهات الأرض، وزوايا الكون، وبساط السماء الشاهقة. هذه الإمارات اليوم تبدو في الحياة رونق الذين يسخون العمر من أجل أن يعيش الناس في رغد العيش، وبهجة الكفاية. هذه الإمارات الجدول، وسبر الأنهار، في تضحياتها، وتجلياتها، وتطلعاتها، وطموحاتها، وسفرها الطويل في ضمير الوجود، منتمية إلى الكون بروح الشفافية، ومشاعر حتمية التضامن مع الآخر من دون حدود ومن دون أسئلة تعرقل المسيرة ولا تسهل. هذه الإمارات اليوم في هذا السلك الممدود من الجهات الأربع، وهي البوصلة، وهي النجمة المبجلة، وهي الحقيقة التي لا تغشيها غشاوة الأيديولوجيا ولا تعيقها ضبابية الإصطفافات، القهرية، هي الوضوح، والنهار الفصيح، وهي اللغة المجللة بمفردات الحب من دون شروط، ومن دون فواصل ولا مفاصل، هي هكذا برزت في العالم كما هي النخلة العريقة، وكما هي غافة الأحلام البهية، هي هكذا جعلت من العطاء نهجاً، ومن البذل منهجاً، ومن التآخي طريقاً للتواصل، والاندماج في الكون الواحد، تضمنا جميعاً أمنا الأرض.