الشباب في الوطن هم الشجرة التي تصحو في الصباح الباكر، لتدلي بتصريح الحياة إلى من أرواها ومن أسقى جذورها، ومن شذب أوراقها، ومن لامس غصونها ومن حنى على الأعشاش بين أعوادها الخضراء. الشباب هم السحابة التي تمر على المهج، فتمنح قطراتها، ثم تقبل التراب ولا تمضي بل تفشي سر الحب ما بين السماء والأرض، وشغف التداوي بالعذوبة، ولهف التوازي في العطاء. الشباب في القاموس الإنساني هم الخطوة الثانية بعد الأولى، لرحلة لا تتوقف فيها الركاب مهما امتدت، ومهما ارتفعت هضابها، وتعجرفت جبالها، وتصهدت رمالها، وغزرت بحارها. 
الشباب في الحياة جياد المراهنة على مستقبل باهر، زاهر، مثمر، فائض بسجايا التفوق، والامتياز، وتحقيق الطموحات، والتطلعات، وكل ما يجعل الوطن شابا، يافعا، يانعا، مترعرعا بإرادة الجمال، وعزيمة الجلال، وسيرة التاريخ الذي ينجب الفلذات كي تمنح الوطن بهاءه، ورونقه، وحلمه الأروع من لون الزهرات البرية في ربيع سماؤه أجفان عشاق، وغيمته وشائج أشواق. 
في هذا الوطن تبدو الرؤية في مهارتها، وتميزها، تسير بالقارب نحو آفاق التألق، وهي تمنح الشباب الأولوية في تسلم زمام السفر الطويل، وتفسح الطريق أمامهم كي ينجزوا مشاريع الوطن بلباقة وحذاقة، ولياقة، وأناقة وهذا ما جعل الإمارات تتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم، هذا ما جعل الإمارات تصبح الشمس التي أشرقت على ظلام العالم، فصار يحذو حذوها كقدوة ومثال، ونموذج، يبهج الأرواح، ويسر القلوب. الإمارات اليوم بمعية شبابها، وبعقولهم وسواعدهم، تبدو في العالم النقطة البيضاء في رمادية الوجود هذه النقطة التي أصبحت دائرة التلاقي بين الشعوب، صارت العالم في دولة كما صرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إيمانا من سموه بقدرة الإمارات على استيعاب الطموحات الكبرى لكل فتى وفتاة في هذا العالم وجد بوصلته على هذه الأرض المعطاء. الإمارات اليوم في زمن تحدي الصعاب بكعوب عالية، لا تعرقلها هضاب ولا تعيقها أسباب، بل هي في المشهد الإنساني نقطة الضوء الساقطة على رمش وجفن، هي نجمة الأحلام في السماوات الصافية، هي الموجة تمشط ضفائر الوعي الإنساني لينبعث في الوجود سحابة سخية، رخية، هي النخلة المبجلة عناقيدها هم هؤلاء الشباب الذين ينحتون الواقع برؤى لا تكسرها عائقة.