يذهب الرجلُ إلى المرأة ليعترف لها بالحب، بالشغف الذي يتصاعد فجأة في القلب ويصير نغمة كونية. ثم يمد يده لها حاملاً الوردة والتاج، معترفاً بهزيمته العظمى أمام الجمال والعذوبة والرقة التي تُلين قلبه. ولكن يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، ينسى الرجل هذه العادة الرائعة، وبدلاً من الوردة تصير في يده مفاتيح كثيرة. وبدلاً من التاج، يكتفي بتقديم الخبز. والمرأةُ في جميع الأحوال تبتسم لقدرها العبثي هذا، وتظل تسترجع ذكريات البداية وتقتات عليها للأبد.
تذهب المرأة إلى الرجل بحثاً عن معناه. تفتّشُ أولاً في قلبه عن حسه بالمسؤولية والفخر. وتبحث في كلماته وصمته عن قيمة العطاء بالعاطفة والألفة والمواساة والرحمة، فإن اكتمل هلال المعنى، نظرت إلى بقية الأمور الأخرى ومنها جيبه وعرقه.
تمنحنا الحياة أشقّاء في هيئة أصدقاء، وإخوة في شكل فرقاء. والإنسان الذي يعبر الوجود متأملاً في تغير أحوال الناس، يدرك أن الذي يربط البشر ببعضهم ليس الدم أو اللغة أو النوع، وإنما الأخلاق العالية النبيلة، والوعي العالي الذي يتجاوز صغائر الخصام والغدر فيكون صاحب هذا الوعي معك عند الضرورة وسندك عند الحاجة.
حبّك لوطنك، لا يكتمل إلا عندما تحب الأرض كلها. فتكون رسول خير وسلام بين بقية الشعوب والأوطان. هكذا تكون وطنياً بامتياز، أما إذا انكمشت على ذاتك، ولم يعد يعنيك احتراق العالم من حولك، فإن النار لا محالة ستصلك يوماً. لذلك نرى الدول العظيمة تذهب إلى مساعدة الدول الأخرى في السراء والضراء وتسعى لجعل العالم كله واحة سلام بين الجميع.
ليس عيباً أن تدخل السوق وتخرج خاسراً، وإنما العيب أن تخرج نادماً وتعيش على هذا الندم بقية عمرك. وليس نصراً أن تدخل السوق وتخرج رابحاً، فقد ينقلب الربح إلى خسارة في لحظة واحدة. المهم أن تظل متوازناً في جوهر ذاتك، لأن من عادة الأيام أن تكون متقلبة مثل السوق، ولا سبيل إلى مواجهتها إلا بالانتباه واليقظة الدائمة.
يبحث الفلاسفة عن الحقيقة منذ سقراط حتى اليوم، فتّشوا عنها في الكواكب والذرات وفي انقلاب الليل على النهار، ليكتشفوا في النهاية أنها مخبوءة في أعماق النفس.
في نظر الجاهل، ينقسم العالم إلى خير وشر، إلى خطأ وصواب. أما الذي يتجاوز هذين المتناقضين، فإنه يرى العالم والكون شيئاً واحداً لا انفصام فيه.