على وقْع الاحتفال بالذكرى السنوية الثانية لـ«الاتفاق الإبراهيمي».. يترسخ لدينا الوعي بأهمية الترويج لثقافة السلام، انطلاقاً من إيماننا بمحورية دور الإعلام في بناء أجواء الثقة والحوار والتواصل مع الآخر، والتصدي لخطاب الكراهية بمنظور إنساني يهدف لكسر الحواجز بين الأمم، ويرتكز على التعاون والتلاقي لا الصراع والتناحر.
نقول ذلك، بعد أن فازت «الاتحاد» و«إسرائيل هيوم» في مسابقة «تحديات الابتكار» العالمية ضمن «مبادرة جوجل للأخبار» التي تقدّم لها 425 مشروعاً من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث وقع الاختيار على الصحيفتين لتقدما محتوى مشتركاً يستطيع القراء متابعتَه باللغتين العربية والعبرية بشكل متبادل؛ لتتواصل جهودنا في المساهمة في تنشئة أجيال تتجه نحو المستقبل بروح التعاون الإنساني وبناء توافقات من أجل مواجهة التحديات المشتركة.
فلقد كان «الاتّفاق الإبراهيمي» انعكاساً لوجهنا الحضاري وثوابته التي تتمسك بآفاق التواصل الراقي وتتشبث بالمسار الإنساني، ونتيجةً مباشرةً لنهجِنا الشجاعِ الذي آثر أن يدشّن واقعاً ومستقبلاً أفضل للأجيال في منطقة كادت أن تفتك بها الصراعات والتوترات، وأوشكت على الانزلاق إلى حقب مظلمة.
 والآن.. وبعد مرور عامين على توقيعه، يدرك الجميع بأن هذا الاتفاق التاريخي الذي كان البعض قد وصفه في حينه بأنه «زلزال سياسي»، لم يكن على حساب أحد، وبأنه كان خياراً استراتيجياً عنوانه: لن نظلّ ندور حول النقطة نفسها طوال الوقت، ولن نرهن مستقبلنا بالغموض والصراع ولدينا بديل استراتيجي وعملي، خاصة وأنه قد شاركتنا في هذا الخيار دول أخرى لحقت بقطار السلام بروح جدية ملؤها الحكمة والاعتدال والإيمان بأن مكاسب السلام لا يمكن أبداً أن تُقارن بخسائر الصراع.
وعلى كل حال.. فإن فوز «الاتحاد» بـ«مبادرة جوجل للأخبار»، سيتيح لنا الفرصة للإجابة عن الكثير من التساؤلات حول الرؤية الإماراتية الجريئة والشجاعة والعملية للسلام، وأهدافها الرامية إلى تعزيز الاستقرار والأمن في منطقة أرهقتها الصراعات.
وعبر المحتوى المشترك مع «إسرائيل هيوم».. تواصل «الاتحاد» مهمتها كإعلام تنموي، يسرد تجارب التواصل والتعايش والحوار الإنساني، ويقف ضد الترويج للكراهية بين الأديان، ويتصدى للتطرف وأيديولوجياته التي تؤدي إلى الإرهاب ودوامات العنف.
ومن خلال هذا المحتوى، سنحكي للعالم عن السلام كقيمة كبرى دعت إليها الديانات الإبراهيمية الثلاث، من أجل التعاون وعمارة الأرض وصلاح الكون، وبناء الجسور والتلاقي، وبث الأمل بين الشعوب، وتغليب المصالح المشتركة على النعرات الدينية والمذهبية والعرقية.
ولنعلنها صراحة.. لن نكفَّ عن الترويج للتسامح نهجاً وسلوكاً، ومحوراً أصيلاً في سياستنا، وقد استطعنا تفعيله على أرض الواقع، في قوانيننا ورؤيتنا تجاه شعبنا ومنطقتنا والعالم كله، عبر «الاتفاق الإبراهيمي» وغيره من مبادرات خلاقة، توالت منذ تأسيس الدولة، وترسخت جيلاً بعد جيل.
مع مرور عامين على توقيع الاتفاق الإبراهيمي.. فإننا- كإعلام وطني- نؤكد مجدداً أننا عازمون على مواصلة مهمتنا المقدسة في حشد شعوب المنطقة لمواجهة التحديات التنموية المشتركة، عبر محتوى «يحرّض» على السلام، ويسرد مكاسبه، ويذكّر دوماً بأن الانتصار دوماً له، وبأن الصراعات ينبغي أن تكون لحظة عابرة في حياة الأمم.